لا أريد أن أصدق تلك الأخبار التى بدت تتوارد وتخرج من محافظة المنيا لتصل إلى الصحف عن قيادات شرطة تورطت فى علاقات غريبة مع قيادات الإرهاب بالمحافظة، لأننى عندما أصدق هذه التحقيقات الصحفية لا أشعر إلا بشعور غريب وهو شعور الغثيان، وأتساءل وأظن يتفق معى كثير فى هذا التساؤل كيف لرجال شرطة أعطيناهم الأمانة وائتمناهم على أنفسنا وعلى مصر أن يصل بهم الحال إلى أن يتحالفوا مع رموز الإرهاب، وأى إرهاب، إنه إرهاب الجماعات الإسلامية التى تحتل المنيا منذ وقت طويل، ترهب كل من فيها تحت مسمى الدين. عاصم عبد الماجد وصفوت عبد الغنى رمزا الإرهاب اللذان لم يقعا إلى الآن فى قبضة الأمن هما أبطال القصص التى تخرج من المنيا، لتؤمن أن هناك علامات استفهام كبيرة أمام أهالى المنيا على الوضع الأمنى الغريب بالمحافظة، ويتساءلون كيف لا يتم القبض على قيادات الجماعة الإسلامية بالمحافظة على الرغم من أن هذه القيادات أول من أطلق الرصاص على الشرطة يوم 1 يوليو وقتلوا شهيدا من الأمن المركزى برتبة ضابط فى أثناء محاولتهم الإجرامية باقتحام مديرية أمن المنيا، وتساؤلات أهالى المنيا تملأ صفحات الجرائد أنه عندما قام الإخوان بإطلاق الخرطوش على المتظاهرين بأحد أهم الميادين بالمنيا وهو ميدان بالاس فى 2 يونيو، مما أدى إلى إصابة العشرات وانتقال سيارات الإسعاف إلى الميدان لنقل الجرحى، ومع ذلك قام مدير أمن المنيا السابق اللواء أحمد سليمان بنفى الواقعة فى مداخلة تليفزيونية مع قناة «الحياة»، ومن الطريف والغريب أن سيادة اللواء مدير الأمن السابق كان يقول فى التليفزيون إنه لا يوجد جرحى ولا مصابون فى الوقت الذى كانت تقف بجواره سيارات الإسعاف لنقل المصابين، وأرسل أحد الصحفيين فيديو ليكذبه، وهنا نتساءل لماذا كذب الكادر الأمنى الكبير على الناس فى مصر، ليؤكد لهم أنه لا توجد إصابات ولا مشكلات أمنية فى المنيا، ثم تعالوا بنا نتساءل أيضا عن سر التراخى الأمنى الكبير بالمنيا والذى أدى إلى أن تكون المساجد بالمنيا مرتعا للإرهابيين، ويعثر أحد المصلين على 6 قذائف آر بى جى بمسجد الفتح، عقب انتهاء صلاة الجمعة ومسيرة لأنصار المعزول بعد الصلاة، ثم ما سر الغضب الكبير من القيادات الأمنية الوسطى على الأمن وقياداته واتهامه صراحة دون لف ولا دوران فى رسالة إلى وزير الداخلية باتهامهم بالتهاون والاسترخاء؟ وما سر الأسلوب العنيف الذى كتبت بواسطته الرسالة للوزير معبرة عن آلام وحسرة شباب القيادات الأمنية من قياداتهم الكبرى مؤكدين أن أصحاب تيار الفتنة والإرهاب يترددون يوميا على قيادات الأمن والجميع يعلم ذلك والعلاقات مستمرة بينهم حتى بعد سقوط الشهداء من الشرطة، ويؤكدون أن العلاقة بين قيادات الشرطة ورموز الإرهاب بالمحافظة بدأت بعد ثورة 25 يناير، مؤكدين أن اللواء ممدوح مقلد مساعد وزير الداخلية لشمال الصعيد ومدير أمن المنيا الأسبق هو المتورط الأول فى علاقته بقيادات العنف والإرهاب بالمنيا. عاصم عبد الماجد وعلاء صابر وأسامة القصراوى هؤلاء جميعا كانوا يمكثون بمكتب مساعد وزير الداخلية بالساعات، ومن الغريب والطريف أن اللواء أحمد سليمان الذى كان نائبا لممدوح مقلد قبل ترقيته لمدير أمن المنيا اتبع نفس الأسلوب بنفس الطريقة فى فتح بابه للإرهاب وللإرهابيين، وأن هناك معلومات مؤلمة عن كيفية استخدام قيادات الجماعة الإسلامية للتعامل مع ملف الفتنة الطائفية بالمحافظة، حيث كانوا يستخدمون عاصم عبد الماجد وصفوت عبد الغنى فى إرهاب وتخويف الأقباط والضغط عليهم لإجبارهم على قبول الصلح عن طريق الجلسات العرفية، وإلا فسيكونون فى مواجهة الجماعة الإسلامية، ومن الغريب أن الضباط شرحوا لوزير الداخلية فى رسالتهم بأن قتلة أحد الشهداء الضباط بالمديرية يترددون على مكتب اللواء على سلطان مدير المباحث الجنائية بالمنيا ليلا نهارا، بل ذكروا اسم إرهابى بعينه وهو علاء صابر الذى تم ضبطه بسيارة محملة بالسلاح ولم يتم اتخاذ ضده أى إجراء قانونى، ويؤكد الضباط الساخطون بأن مدير المباحث الجنائية بالمنيا قد حول مراكز الشرطة إلى كافيتريات للإرهابيين ووضع رؤساء مباحث بمركز الشرطة لهم ميول إرهابية، بل من المضحك المبكى أن الضباط أكدوا أن الإرهابى صفوت عبد الغنى كان يساوم ضباط المنيا على وضعهم فى حركة الشرطة عن طريق عرض خدماته إليهم ومساعدته لهم بعلاقته بعلى سلطان أو قربه من رئيس الجمهورية. هل تعلم مصر أن المنيا تحملت الكثير والكثير من العنف الإرهابى للإخوان أو أعوانهم من الجماعة، حيث تم حرق 7 مراكز شرطة، وأن هناك عشرات السيارات المحملة بالأسلحة تجوب شوارع المنيا، وعلى الرغم من معرفة الشرطة لكل المجرمين لهذه الوقائع وقائع التخريب واقتحام المنشآت الشرطية والاعتداء على ضباط والكنائس والمحلات وسرقتها ونهبها، ومع أن هؤلاء المتهمين قد تم تصويرهم بالفيديو ومع ذلك لم يتم القبض عليهم. يا سادة يا كرام إن قاتلى الضباط والجنود من أفراد الشرطة فى المنيا يمشون فى الشوارع بين الناس ليل نهار، وأهالى المنيا الشرفاء يتساءلون لماذا لم يتم القبض عليهم وبخاصة المدعو علاء صابر، والجميع يسأل لماذا لا نقضى على الإرهاب ونجفف منابعه فى المنيا، بل هناك واقعة شهيرة لا بد من تحقيق وزير الداخلىة فيها تفيد بأن اللواء على سلطان يوم 14 أغسطس الدامى قام بإغلاق هاتفه فى وجه أحد ضباط سمالوط عندما استنجد به فى التليفون، والإرهابيون يمطرون المركز بوابل من الذخيرة الحية، وقال له اللواء على سلطان «أعملك إيه» ورفض مساعدته، لا بد من التحقيق مع هذا الرجل لبيان الحقيقة ولا بد أن يعلم الناس أن الزمن تغير وأننا لا بد أن نواجه الإرهاب بكل قوة، وأن يكون تغيير مدير أمن المنيا قريبا ودليلا على أن وزارة الداخلية بدأت تفيق وعليها أن تحقق فى كل الوقائع السابقة لنعرف من خلالها أين الحقيقة.