الولايات المتحدة اتخذت قرارها بتوجيه ضربات عسكرية إلى دمشق على الرغم من الجهود الدولية التى تبذل من أجل الحل السياسى بحث وزراء خارجية مجموعة العشرين أمس الجمعة الملف السورى خلال مأدبة غداء أقامها وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف على هامش القمة. وقال مصدر فى الوفد الروسى إن دعوة وُجِّهَت إلى مستشارة الرئيس الأمريكى لشؤون الأمن سوزان رايس والمندوب الأممى العربى فى سورية الأخضر الإبراهيمى لحضور مأدبة الغداء. ويتوقع أن يتركز الاهتمام الرئيسى فى أثناء المباحثات على سبل تسوية الأزمة السورية. من جهة أخرى صرح ديميترى بيسكوف السكرتير الصحفى للرئيس الروسى بأن آراء زعماء دول مجموعة العشرين حول سورية منقسمة بالمناصفة تقريبا. وقال بيسكوف تعليقا على النقاشات حول سورية على هامش قمة العشرين المنعقدة فى سان بطرسبورج الروسية، إن «عددا من الدول دافع عن ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة دون النظر إلى أى جهات دولية مشروعة. ودعا عدد من الدول الأخرى إلى عدم الاستهانة بالقانون الدولى والتذكر بأن مجلس الأمن الدولى هو الجهة الوحيدة التى يحق لها اتخاذ قرار باستخدام القوة». وأشار بيسكوف إلى أن رؤساء الدول والحكومات تطرقوا فى أثناء عشاء العمل إلى قضايا التنمية الاقتصادية وتنفيذ البرامج الاقتصادية فى إفريقيا. كان بيسكوف أعلن فى نهاية اليوم الأول للقمة أن روسيا لا يمكن أن تقبل بالأدلة على استخدام السلطات السورية السلاح الكيميائى، لأنها غير مقنعة إطلاقا. ويجب أن يقدم خبراء الأممالمتحدة استنتاجات شرعية بشأن استخدام السلاح الكيميائى فى سورية، وفى حال تأكيد استخدام السلاح الكيميائى، يجب التحقيق فى موضوع من استخدم هذا السلاح. وأشار بيسكوف إلى أن «الرئيس الروسى فلاديمير بوتين كان قد أشار فى تصريح له إلى ضرورة عدم تكرار الخبرة الحزينة، حين سبق التدخل العسكرى تقديم أدلة مثل أنبوبة اختبار بمسحوق أبيض. ونحن نعرف أنه لم يتم العثور على أى أسلحة دمار شامل فى العراق». وأكد بيسكوف أن «روسيا لا تعرقل العمل فى مجلس الأمن الدولى، وإنما تحاول دعوة شركائها، بمن فيهم واشنطن، إلى عدم اتخاذ قرارات دون انتظار الحكم الرسمى لخبراء الأممالمتحدة الذين يعملون فى سورية». وأشار إلى أنه لا يمكن الحديث عن استخدام القوات الحكومية الغاز السام ضد السكان. وأضاف أن «روسيا تدعو شركاءها إلى بحث الوضع بروح المسؤولية وبشكل موضوعى، وعدم الإسراع فى تحريف الوقائع لكى تتناسب مع ضرورة توجيه الضربة». وشدد بيسكوف على أن «المنظمة الوحيدة التى يمكن أن تتخذ قرارات شرعية باستخدام القوة على الساحة الدولية هى مجلس الأمن الدولى». وذكر بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين لم يناقش الوضع فى سورية خلال لقاءاته الثنائية مع زعماء الصين واليابان وإيطاليا، لكن مباحثات دول مجموعة «بريكس» شهدت طرح رأى مفاده أن «من بين العوامل التى يمكن أن تؤثر سلبا على الأوضاع الاقتصادية العالمية، عواقب التدخل الخارجى المحتمل فى الشؤون السورية». وأضاف أن «هذه العواقب قد تؤثر سلبا للغاية على الاقتصاد العالمى». ومن المتوقع أن تختتم قمة «مجموعة العشرين» أعمالها فى بطرسبورج أمس الجمعة بتبنى البيان الختامى لزعماء الدول الأعضاء فى المجموعة، وكذلك خطة بطرسبورج المالية. وعلى الرغم من أن أجندة القمة اقتصادية بحتة، فإن الملف السورى فرض نفسه على مناقشات زعماء دول المجموعة. هذا فيما عقد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى إطار القمة اجتماعا مع أوساط الأعمال والنقابات للدول العشرين، ثم أجرى زعماء المجموعة اجتماعا لبحث الاستثمار وتشجيع التنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة. كما بحث المشاركون فى القمة قضايا التنمية الاقتصادية والتجارة. وتشير كل الشواهد إلى أن الولاياتالمتحدة اتخذت قرارها بتوجيه ضربات عسكرية إلى سورية على الرغم من الجهود الدولية التى تبذل من أجل الحل السياسى، ومنع تلك الضربة التى قد تتسبب فى حرب إقليمية تنعكس آثارها الاقتصادية والبيئية على العالم كله. وعلى الرغم من انقسام العالم وظهور خلافات فى أوروبا وعدم رضاء عديد من الدول عن الخطط الأمريكية بشأن سورية، فإن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الرئيس باراك أوباما أوعز إلى البنتاجون بإعداد قائمة موسعة للأهداف المحتملة فى سورية للحد من قدرة نظام الأسد على استخدام السلاح الكيميائى. ونقلت مصادر عن مسؤولين أمريكيين أن الإدارة تحدثت لأول مرة عن استخدام الطيران الأمريكى والفرنسى لشن ضربات على أهداف محددة، وذلك إلى جانب صواريخ «توماهاوك» التى تطلق من السفن. وذكر المسؤولون أن الضربات لن تستهدف مستودعات السلاح الكيميائى فى حد ذاتها تفاديا لكارثة محتملة، وإنما وحدات ومقرات عسكرية يرجح أنها نفذت هجمات.