عشرات الآلاف يشاركون فى مسيرات للتضامن مع صغار المزارعين عاصفة غضب مزارعى كولومبيا المتضررين من سياسات الحكومة تحولت إلى أسوأ أعمال عنف فى شوارع بوجوتا منذ احتجاجات مارس 2012 ضد نظام الحافلات المحلية. وشارك نحو 30 ألف كولومبى فى مسيرات سلمية بالعاصمة بوجوتا أول أمس «الخميس»؛ لدعم احتجاجات صغار المزارعين المستمرة منذ 10 أيام، قبل أن تندلع الفوضى وتتحطم نوافذ المتاجر وتتطاير الحجارة والطوب التى يقذفها شباب ملثمون على قوات شرطة مكافحة الشغب التى تقاومهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع. قائد شرطة المدينة، الجنرال لويس إدواردو مارتينيز قال إنه قد تم القبض على 4 أشخاص على الأقل وجرح 12 من ضباط الشرطة فى أعمال الشغب بوسط بوجوتا؛ حيث استمرت الفوضى نحو 4 ساعات، وقام بعض مثيرى الشغب بإلقاء متفجرات صغيرة محلية الصنع تعرف باسم «القنابل البطاطس» على الشرطة. الاشتباكات وقعت بعد ساعات فقط من اعتراف الرئيس خوان مانويل سانتوس -الذى بدأ المحادثات مع المزارعين الغاضبين الثلاثاء- فى خطاب تليفزيونى للأمة بأن «عاصفة» تضرب القطاع الزراعى فى كولومبيا ووعد بالإصلاحات. وقال سانتوس إن ما يقدر ب45 ألف من مزارعى البن وسائقى الشاحنات الذين أغلقوا الطرق السريعة واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب منذ الأسبوع الماضى لديهم شكاوى مبررة ناجمة عن سنوات من الإهمال الحكومى. وأعلن عن تدابير لمعالجة المشكلات تتضمن إزالة التعريفات الجمركية على 23 نوعا من الأسمدة؛ إلا أنه لم يقل متى سوف تصبح سارية. سانتوس، خبير اقتصادى شغل مناصب وزير الدفاع السابق ووزير التجارة الخارجية، وهو يواجه احتجاجات منذ توليه منصبه فى أغسطس 2010؛ حيث خرج طلاب الجامعات إلى الشوارع فى العام التالى للمطالبة بإصلاحات. ويطالب المزارعون بخفض أسعار الأسمدة، ويجأرون بالشكوى من بيع المنتجات الزراعية المستوردة بأسعار الرخيصة مثل: البطاطس والبصل والحليب؛ ويقولون إن القطاع الزراعى تضرر جراء التجارة الحرة وغيرها من الاتفاقيات التى دعمتها الحكومة. وقتل اثنان على الأقل خلال الاحتجاجات واعتقل 175 على الأقل، وفقا لجماعات حقوق الإنسان التى اشتكت من وحشية الشرطة؛ بينما ذكرت الحكومة أنه قد تم تدمير 29 سيارة على الأقل، وقطع أكثر من 72 طريقا فى أنحاء البلاد خلال الإضراب، قبل رفع الحواجز واستئناف حركة السير بها. ولا يعتقد المحللون أن الاضطرابات سوف تشكل تهديدا خطيرا لحكومة سانتوس الذى لم يعلن بعد ما إذا كان سيسعى لإعادة انتخابه، ويقولون إنها بالتأكيد ستسهم فى خسارته كثيرا من الأصوات فى الانتخابات الرئاسية مايو 2014؛ لكن القضية الأهم بالنسبة إلى كثير من الناخبين هى إدارته لمحادثات السلام مع متمردى «فارك»، أكبر جماعة متمردة فى كولومبيا لإنهاء صراع دام نصف قرن، أودى بحياة أكثر من 200 ألف شخص.