بدأت لعب رفع الأثقال منذ أن كان عمره 8 أعوام حصلت على أول بطولة للجمهورية عندما كان عمره 13 عاما أشخاص كثيرون شككوا في قدراتي وحاولوا إحباطي والدي قال لي: «مش هتاخد حقك إلا لما توصل للمنصة الأوليمبية» كنت أقلل التمارين لأني لم أستطع توفير وجبة الغداء بالرغم من أنه يعيش في شقة صغيرة بأحد العقارات القديمة في مساكن المدينة الصناعية، التي تعتبر من أكثر الأماكن الشعبية في محافظة الفيوم، إلا أنّه تمكن من تحقيق حلمه في الوصول إلى أوليمبياد ريو دي جانيرو، وتحقيق رقم قياسي من خلالها. يقول محمد إيهاب يوسف، ابن محافظة الفيوم بطل مصر الأوليمبي الحاصل على الميدالية البرونزية في أوليمبياد ريودي جانيرو بالبرازيل، في منافسات رفع الأثقال لوزن 77 كجم، إنه بدأ لعب رفع الأثقال منذ أن كان عمره 8 أعوام، حيث كان يتدرب مع أخيه الكبير ووالده رحمه الله، موضحًا أنّ أول بطولة حصل عليها كانت بطولة الجمهورية عندما كان عمره 13 عامًا لوزن 44، ثم حصل على مركز أول جمهورية مرتين متتاليتين في عمر 14 و15 عامًا لوزن 50، ثم انتقل إلى منتخب الناشئين ومن خلاله شارك في أول بطولة دولية في التشيك عام 2007، وحصد خلالها المركز الخامس على العالم. حصل "البطل المصري"، على قلادة ذهبية في الدورة العربية في مصر في نهاية العام، وفي عام 2008 لعب بطولة البحر المتوسط في قبرص واحتل خلالها المركز الأول، وفي منتصف العام حصل على المركز الثاني على مستوى العالم بثلاثة ميداليات 2 برونزية وواحدة فضية لوزن 62، وفي عام 2009 حصل على ميدالية برونزية في بطولة العالم في رومانيا، ثم حصد 6 ميداليات ذهبية في أوغندا لوزن 69، وتوقف فترة عن اللعب بسبب دراسته الجامعية، وفي عام 2014 حصد ثلاثة ميداليات فضيتين وبرونزية لوزن 69 في كزاخستان، وفي 2015 لعب بطولة العالم في أمريكا لوزن 77 كيلو وحصد خلالها ميداليتين فضيتين، وأخيرًا حصد الميدالية البرونزية في أوليمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل، وهذا هو الفوز الكبير والحلم الذي كان يسعى إلى تحقيقه منذ طفولته. وأضاف "إيهاب" في تصريحات ل"التحرير"، أنّ أشخاص كثيرون كانوا يشككون في قدراته دائمًا ويحاولون إحباطه، ولكنه تحدى الجميع من أجل تحقيق حلمه، متابعًا: هناك من كانوا يقولون لي: "إبقى قابلني لو حتى دخلت المنتخب" بالرغم من أنّ طموحي كان أكبر من ذلك بكثير، جهة المفروض إنها تقف جمبك.. تقف في صفك.. وتدعمك لكنهم اتخلوا عنك، ودلوقتي بقوا يتباهوا بيك بعد ما رفعت علم مصر ويفتخروا بيك ويفرحوا بإنجازك، بالرغم من إنهم في يوم من الأيام لو كان بيجيلك دعم جنيه سحبوه منك، وكنت بتحسب ثمن الوجبة اللي هتاكلها بعد التمرين، وتشوف هتصرف كام في الأسبوع، ويبقوا كام في الشهر، وهتجيب الفلوس دي منين، فالوجبة الواحدة كانت تتكلف حوالي 70 أو 80 جنيه، وبالتالي كان لازم أقلل تمريني عشان مش هقدر أوفر فلوس الأكل يوميًا، ده غير فلوس اللبس، وغير المواصلات والمكملات، ودي قصة كبيرة جدًا محتاجة كذا دعم من كذا جهة، وعشان تقدر تثبت للناس دي إنك هتوصل وتحقق هدفك دي لوحدها محتاجة صمود كبير جدًا زرعوا فيا والدي الله يرحمه من صغري". وأوضح، أنّه بدلًا من أن ينتهي من دراسته الجامعية في كلية التربية الرياضية خلال 4 سنوات، أنهاها خلال 8 سنوات لأنه كان يهتم بالتمارين والبطولات أكثر من الدراسة، مُشيرًا إلى أنه كان ينتظر أي وظيفة حكومية من أجل توفير النفقات اللازمة للتمرين ومتطلباته، وبالفعل عمل في شركة الكهرباء. وذكر، أنه بالرغم من احتلاله القمة في لعبة رفع الأثقال إلا أنه لم يحظى بالاهتمام من المسؤولين، "فما بالك باللي في القاع، دول في الحضيض خالص"، مؤكدًا أنّ والده كان ينفق عليه من أجل البطولات، قائلًا: إنّ "البطولات شرف، وكان دائمًا يقول لي بص يا محمد اللعبة دي مفيهاش فلوس ومش هتاخد حقك فيها إلا لما توصل للمنصة الأوليمبية، لما تكتب اسمك وسط الأساطير اللي حفروا أساميهم في التاريخ ببطولاتهم، وقتها بس هتاخد حقك لكن كل اللي قبلها مش هتاخد منه حاجة". وطالب بطل الأولمبياد، المسؤولين، بالحفاظ على الكوادرالموجودة، ومنحهم التشجيع المعنوي والمادي، فالدول الأخرى تختطف أي موهبة مصرية وتقدم لهم كل الدعم من أجل إحراز البطولات لهم، واللاعب عندما لا يجد تقدير يهرب إلى دولة أخرى فورًا وخصوصًا "قطر" التي تسعى دائمًا لأخذ الموهوبين من مصر، مؤكدًا أنه رفض عرض قطري بدعمه وتوفير اللازم له ومنحه مبالغ مالية كبرى، ولكنه أصر على اللعب والتدريب داخل مصر حتى يحقق حلمه. وكشف "إيهاب" أنّه كان يلعب بطولات غير هامة بالنسبة له، ولكنه كان يضطر إلى لعبها من أجل الحصول على أموال لتسديد ما عليه من ديون، ومساعدته في الإنفاق على تدريبه وطعامه ومكملاته، ولكن بعد الفوز في البطولة لن يكرر هذا أبدًا ولن يلعب سوى البطولات الهامة والدولية فقط، وسيتدرب على مستوى عالٍ وبخطه كبيرة من أجل الحصول على المركز الأول والفوز بالذهبية في طوكيو.