حذَّر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء من استراتيجية تنظيم الدولة"داعش" المسماة ب"الذئاب المنفردة"، والتي يستخدمها التنظيم كوسيلة سهلة لضرب عمق الدول دون أن يتواجد التنظيم نفسه على الأرض أو يسيطر على مناطق بعينها. وطالب المرصد - في تقريرٍ له، اليوم الخميس، بعنوان "الذئاب المنفردة تضرب شرقًا وغربًا" - الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية تبني سياسات وبرامج تهدف بالأساس إلى تقوية الروابط الاجتماعية للشباب المسلم بمحيطه الاجتماعي، ومحاربة الأصوات التي تعادي المسلمين وتعتبرهم خطرًا على دول ومجتمعات الغرب عمومًا، كونها تسهم بشكل مباشر في ترجيح كفة التنظيمات التكفيرية والمتطرفة في الفوز بهؤلاء إلى جانبهم. وقال المرصد: "الذئاب المنفردة هم مجموعة من الأفراد الذين ينفذون عمليات قتل بشكل انفرادي دون وجود بنية تنظيمية توجهها وتخطط لها، أو يتحركون بتأثير من دعاية تنظيم ما ولكنهم ليسوا مكلفين بهذه المهمة من قبل قيادته بأي طريقة، وغالبا ما يكون هؤلاء أشخاصا عاديين لا يثيرون ريبة في حركاتهم وسلوكهم". وأضاف: "هذا الأمر يجعل من تلك الذئاب التحدي الأكبر الذي تواجهه الأجهزة الأمنية، كون منفذ العملية يعتمد على إمكاناته الذاتية ويستخدم أدوات بسيطة وغالبًا ما تكون سيارة أو سكين أو سلاح شخصي يمكن الحصول عليه بطرق شتى، ليقوم بتنفيذ العملية ثمَّ يلوذ بالفرار ويختفي عن الأنظار". وتابع: "الشباب المسلم في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية هدف دائم لدعاية التنظيمات التكفيرية لضرب الدول الغربية وإثنائها عن الانضمام إلى التحالف الدولي لمواجهة داعش، وبخاصةً مع فقدانه الكثير من الأراضي التي سيطر عليها في السنوات الماضية". وتناول التقرير، "العمليات الإرهابية" التي حدثت مؤخرًا عن طريق تلك الذئاب المنفردة، ففي ألمانيا هاجم مهاجر من أصل أفغاني على مسافرين على متن قطار في مقاطعة بافاريا الجنوبية باستخدام سكين وفأس، جرح فيه أربعة أشخاص بجروح بالغة، وأعلن تنظيم "داعش" تبنيه للهجوم، كما هو الحال في فرنسا والتي شهدت عملية راح ضحيتها 84 شخصًا وأصيب 100 آخرون بمدينة نيس، في عملية دهس أثناء الاحتفال بالعيد الوطني.