حالة من الإهمال يشهدها مسجد "اللمطى" والذي يُعد أقدم مساجد محافظة المنيا، خاصة بعد مرور ما يقرب من ألف عام على إنشائه خلال العصر الفاطمي وكان مركزًا للحكم آنذاك، والذى حتى زاره الخديو إسماعيل وأمر بتطويره وتجديده. " التحرير "، تجولت داخل أروقة المسجد والساحة الخاصة به، لترصد تاريخه وتلقى الضوء على معالمه الأثرية وأهميته الدينية والتاريخية. بداية المسجد مقام على مساحة 4 آلاف ومائتي متر، وتم إنشاؤه عام 549 هجرية، ويقع وسط مدينة المنيا ويطل على النيل مباشرة بجوار الكوبري الذي يربط المنيا بشرقها، ويقع بجواره من الناحية الجنوبية مبنى المستشفى الجامعي، ويتكون من صحن أوسط سماوي مكشوف يحيط به أربع أروقة أهمها رواق القبلة الذي يضم المحراب والمنبر ومرسومًا ضريبيًّا. يحتوى المسجد أيضًا على عدد من الأعمدة مستمدة من الكنائس والمعابد القديمة ذات التراث اليوناني والروماني، و4 ملاقف هواء موجودة أعلى سطح الجامع 3 منها تطل على جدار القبلة والرابع يطل على مجموعة دورات المياه، والتى تسمح بدخول الهواء بزاوية 90 من سطح المسجد لداخله، كما يضم مأذنة وشرفات هرمية مثلثة محدبة، والوجهة الشمالية له عبارة عن رواق يضم أعمدة وتيجان وسقف.
ويعود تاريخ المسجد إلى أواخر العصر الفاطمي وينسب للأمير أبو اللمطى من أمراء العصر الأيوبى وكان يمثل مركزًا للحكم في العصر المملوكي، حسبما أكد مفتش الآثار المسئول عن المسجد أحمد مصطفى، الذي أوضح أن ساحة المسجد كانت مُخصصة لإدارة الشئون السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وكان ملاصقًا لنهر النيل مباشرة.
وأضاف مفتش الآثار أن المسجد لحقته العديد من التجديدات وأعمال التطوير، تمثلت في المنبر والمكاتب الإدارية ومأذنة على شكل "قلم رصاص" والمرسوم الضريبي في العصر العثماني، بالإضافة إلى التطويرات التي أمر بها الخديو إسماعيل خلال زيارته للمسجد، والتي تمثلت في نقل الضريح داخل المسجد بسبب تأثره من الفيضانات.
وعن السلبيات التي يواجهها المسجد، حسب ما وصفها الأثريون وما رصدته "التحرير"، تمثل في التعدي الصارخ من الأهالي على الساحة الخاصة به، واتخاذ عدد من السائقين الساحات المحيطة به كموقف للسيارات، الأمر الذي يؤثر بالسلب على مظهر المسجد أثريًّا وحضاريًّا، خاصة أنه يعد مقصدًا سياحيًّا دينيًّا للكثير من دول العالم الإسلامي.