أقام السفير خالد يوسف قنصل عام مصر في شنغهاي حفل استقبال بمناسبة الذكرى 64 لثورة 23 من يوليو 1952، حضره نائب عمدة شنغهاي شي قوانغ هوى، ولفيف من قيادات حكومة مدينة شنغهاي والمقاطعات الواقعة بشرق الصين والقناصل العامة بشنغهاي، وممثلو كبرى الشركات الصينية العاملة بمصر، وعدد من الشخصيات الصينية البارزة في مجالات الاقتصاد والأعمال والإعلام، فضلًا عن الشخصيات البارزة من الجالية المصرية المقيمة بشرق الصين. وألقى السفير خالد يوسف كلمةً خلال الاحتفال - حسب بيانٍ صادرٍ عن وزارة الخارجية، اليوم السبت - سلَّط الضوء خلالها على الجذور التاريخية للعلاقات بين مصر والصين التي يحتفل الجانبان هذا العام بالذكرى ال60 لإقامتها في صورتها الحديثة، حيث كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين عام 1956. وأبرز يوسف - في هذا الإطار - الأهمية الكبيرة لتلك الذكرى، مشيرًا إلى احتفال البلدين بها بأكثر من صورة، أهمها إقامة "عام الثقافة المصري الصيني"، والذي يشمل العديد من الأنشطة الثقافية التي تجرى في البلدين، معلنًا مشاركة الفرقة القومية للفنون الشعبية بهذه المناسبة للمرة الأولى في مهرجان شنغهاي الدولي للفنون في أكتوبر من هذا العام. وتطرَّق السفير خالد يوسف إلى التنامي غير المسبوق الذي تشهده العلاقات بين مصر والصين، مدلِّلًا على ذلك بتعدد الزيارات الثنائية بين الجانبين لا سيَّما خلال العامين الماضيين، وذلك سواء على المستوى الرئاسي أو الوزراي، حيث زار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصين في ديسمبر من عام 2014، وهي الزيارة التي تمَّ خلالها رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، كما زارها مرة ثانية في سبتمبر من عام 2015، حيث حضر العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الذكرى السبعين للانتصار على الفاشية، وهو العرض الذي تمَّ بمشاركة كتيبة عسكرية مصرية، حيث كانت تلك المرة الأولى التي تشارك فيها كتيبة عسكرية مصرية في عرض عسكري أجنبي، الأمر الذي عكس العلاقات الوثيقة بين البلدين. وأشار في هذا الصدد إلى أنَّه من المقرر أن يزور الرئيس السيسي الصين في سبتمبر 2016 لحضور قمة مجموعة العشرين كضيف شرف على القمة، وذلك بناءً على دعوة الرئيس الصيني شى جين بينج، وهو ما يشير إلى تميز العلاقات بين البلدين. وتناول القنصل العام المصرى كذلك في كلمته مبادرة الرئيس الصيني المعروفة بمبادرة "الحزام والطريق"، مبرزًا في هذا الصدد أنَّ مصر كانت من أوائل الدول التي رحبت بالمبادرة واعتبرتها فرصةً لتعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات، لا سيَّما أنَّها تتواكب مع مساعي مصر لتطوير المحور الاقتصادي لقناة السويس. وتناول في كلمته التعاون الاقتصادي بين البلدين ونمو حجم التبادل التجاري بينهما بنسبة 11% في العام الماضي، مبرزًا في المقابل أنَّ مصر منفتحةٌ أيضًا للاستثمارات الأجنبية، مسلِّطًا الضوء على الفرص المتاحة أمام المستثمرين الصينيين في مصر لا سيَّما مع امتلاك مصر سوقًا ضخمًا يضم 90 مليون مستهلك، وموقع مصر الجغرافي الهام باعتبارها بوابة إلى سوق يضم أكثر من 1.6 مليار مستهلك، وذلك بحكم اتفاقيات التجارة التفضيلية القائمة بين مصر وكل من الاتحاد الأوروبي ودول الكوميسا والدول العربية والولايات المتحدة. وتناول السفير يوسف أيضًا في كلمته التنامي الحاصل في عدد السائحين الصينيين المسافرين إلى مصر، والذي نما بإطراد من 64 ألف سائح صيني في عام 2014 إلى 125 ألف سائح صيني في عام 2015، مشيرًا إلى تطلعه لبلوغ هذا العدد 200 ألف سائح صيني بنهاية عام 2016، لا سيَّما مع تشغيل 15 رحلة منتظمة وعارضة بين الصين وكل من القاهرة والأقصر والغردقة أسبوعيًّا، فضلًا عن التسهيلات الكبيرة التي يتم تقديمها للسائحين الصينيين في مصر، وأبرزها القرار الأخير بالسماح للمواطنين الصينيين بالحصول على تأشيرة دخول عند الوصول إلى مصر دون الحاجة للحصول على تأشيرة دخول مسبقة، طالما أنهم يحملون النقد الكافي وحجز فندقي وتذكرة عودة صالحة.