هدير الساموني تحل اليوم الجمعة الذكرى ال29 لاغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، والذي أطلق عليه الرصاص تحت عينه اليمنى في لندن، فدخل على إثرها في غيبوبة حتى توفي في 29 أغسطس عام 1987، ودفن في لندن. وتولت الشرطة البريطانية التحقيق في اغتيال العلي، حتى تبين أن المتهم بإطلاق النار عليه هو شاب يدعى بشار سمارة الذي كان منتسبا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعميلا لدى جهاز الموساد الإسرائيلي. لكن التحقيقات البريطانية لم تعلن عن الجهة التي نفذت اغتيال العلي بوضوح، حيث أشارت إلى أكثر من جهة، وهي منظمة التحرير الفلسطينية التي كان العلي ينتقد زعمائها بشدة في رسوماته، أو الأجهزة السعودية التي داوم على انتقاد سياساتها بشكل لاذع تجاه الفلسطينيين، فضلا عن الموساد الإسرائيلي. يذكر أن الكاتب الفلسطيني الدكتور باسم سرحان ذكر في مقال له عام 2010 بعنوان "أمانة من ناجي العلي"، أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات هو من وراء اغتيال العلي، حيث قال له الرسام عند باب منزله في لندن قبل اغتياله بأيام "أحملك أمانة كائنا من كان قاتلي إن قاتلي هو ياسر عرفات". أما عن الرسمة التي قتلت ناجي، فذكرت صحف دولية عقب اغتياله منها جريدة "الأوبزيرفر" اللندنية أنها الرسمة التي ورد فيها اسم رشيدة مهران المستشارة الثقافية لعرفات، والتي ألفت كتاب بعنوان "عرفات إلهي"، وتداول صحفيون عنها في ذلك الوقت أنها "عشيقة" الرئيس الفلسطيني.
وقال العلي تعقيبا على رسمته في حوار له مع مجلة "الأزمنة العربية": "هل تعرفون رشيدة مهران؟؟ لا تظنوا أنها إحدى الفدائيات..هي سيدة مهمة تركب الطائرة الخاصة برئيس منظمة التحرير وتسكن قصراً في تونس وتُقرب وتُبعد في المنظمة وهيئاتها، رسمتُ عن رشيدة مهران وبعدها انهالت تهديدات وتهاني وتعاطف". أما عن حنظلة فهو الشخصية الأشهر في رسومات ناجي والتي ابتدعها عام 1969 في جريدة "السياسة" الكويتية، وهو يمثل طفل فلسطيني في العاشرة من عمره أدار ظهره وعقد يديه خلفه، في رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم الصعاب، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع للعلي على رسوماته، ولاقت شخصيته قبولا وحب لدى الجماهير العربية والفلسطينية بشكل خاص.
ولد الرسام الفلسطيني عام 1937 في قرية الشجرة في فلسطين، وهاجر عام 1948 مع أسرته إلى جنوبلبنان ليعيش في مخيم عين الحلوة، الذي اعتقلته فيه اقوات الإسرائيلية لنشاطه المعادي لهم، ثم هاجر إلى ليبيا ليدرس ميكانيكا السيارات، ثم إلى الكويت ليستقر بها ويمارس عمله صحافيا ورسام كاريكاتير.