بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، جولة إفريقية تستغرق عدة أيام، وتشمل كلا من أوغنداوكينيا ورواندا وإثيوبيا، يلتقي خلالها عددًا من رؤساء الدول، وهي الجولة الأولى من نوعها منذ 22 عامًا، حينما زار إسحاق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، الدار البيضاء ،عام 1994. وعلى متن طائرته - قبل أن تحط فى أوغندا، وجه نتنياهو رسالة عبر مقطع فيديو قال فيه «إننا نقوم بزيارة تاريخية لإفريقيا ونقوم بفتح القارة السمراء أمام إسرائيل مجددًا»، مضيفًا: «الزيارة ستبدأ بقمة مع قادة 7 دول إفريقية، هذه المرة الأولى التي سيستقبل فيها قادة أفارقة رئيس وزراء إسرائيليًّا منذ عشرات السنوات على أرض سمراء، أنا سعيد أن تل أبيب تعود إلى إفريقيا، هذه الزيارة سيكون لها أهمية كبرى على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، كل إفريقيا متأثرة من هذه الزيارة وأنا أيضًا أشعر بالتأثر والانفعال». يشار إلى أن مكتب نتنياهو أعلن صباح اليوم الإثنين، أن «الزيارة ستبدأ فى أوغندا، حيث يتم استقبال رئيس الحكومة الإسرائيلية في مراسم رسمية بحضور الرئيس الأوغندى، ثم تجرى فى عنتيبى المراسم الرسمية لإحياء ذكرى مرور 40 عامًا على عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين هناك». رؤساء دول شرق إفريقيا يلتقون نتنياهو أضاف المكتب - في بيان رسمي «من المقرر أن يلتقي نتنياهو لاحقًا، رؤساء دول شرق إفريقيا الذين سيصلون إلى أوغندا من أجل عقد لقاءات سياسية معه، ويشارك في اللقاء رؤساء كل من أوغنداوكينيا ورواندا وجنوب السودان وزامبيا ورئيس الوزراء الإثيوبي ووزير خارجية تنزانيا، كما يزور نتنياهو كينيا ورواندا وإثيوبيا، حيث يلتقي رؤساء تلك الدول ورؤساء المؤسسات الأمنية والاقتصادية فيها». ووفقًا للقناة العاشرة العبرية، يشارك اللواء يائير جولان نائب رئيس الأركان الإسرائيلى في الزيارة التي تستمر عدة أيام، علاوة على ممثلين عن المقاتلين الذين شار كوا في عملية عنتيبى قبل 40 عامًا، والرهائن، وبشكل عام يشارك في الاحتفال 140 مدعوًّا. وفور وصوله إلى مطار عنتيبي الذي استهل به زيارته للدول الإفريقة، استقبله الرئيس الأوغندي، يوري موسيفيني، وألقى الاثنان كلمة بمناسبة مرور 40 عامًا على عملية تحرير الرهائن، كما قاما بإزاحة الستار عن نصب تذكارى عليه أسماء القتلى في هذه العملية، وعلى رأسهم يوناثان نتنياهو، شقيق رئيس الوزراء الإسرائيلى. نتنياهو: مطار عنتيبي أصبح رمزًا لمحاربة الإرهاب وقال نتنياهو في كلمته: «لقد وصل مقاتلونا إلى هنا ليقوموا بعملية لم يسبق لها مثيل في التاريخ، لقد تحول مطار عنتيبي الذي جرت فيه عملية إنقاذ الرهائن إلى رمز لمحاربة الإرهاب، أشعر بالانفعال والتأثر لوقوفي هنا كرئيس لحكومة تل أبيب، في المكان الذي حرر مقاتلو الجيش الإسرائيلي المختطفين في قلب إفريقيا، على بعد آلاف الكيلومترات من إسرائيل، هذا المكان سقط فيه شقيقي يوناثان، المعلومات الاستخباراتية التي وصلت من الموساد ومن المقاتلين والطيارين هي التي حسمت العملية». من جانبه قال موقع «والا» الإخباري العبري، إنه بعد زيارته لأوغندا سيقوم نتنياهو بأخرى لكل من كينيا ورواندا، لتكون نهاية الجولة في دولة إثيوبيا، ومن المتوقع أن يلتقي في كل دولة من تلك الدول، قياداتها ورجالها الدينيين الداعمين لإسرائيل، ورجال الأعمال وعددًا من المسؤولين. وفي تصريحات لوسائل الإعلام الأوغندية، قال نتنياهو إنه «يشعر بالندم بسبب العلاقات بين إسرائيل ونظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا في الماضي، والآن أنا سعيد أن هذا الأمر انتهى»، مضيفًا: «لقد تم وضع تل أبيب في القائمة السوداء وبسبب الضغط السياسى، هاجمتنا دول كثيرة كانت لنا معها علاقات فى سنوات الستينيات والسبعينيات، لقد استغرق منا الأمر زمنًا طويلًا لتغيير الأمر».
تل أبيب مستعدة لمساعدة إفريقيا ضد «بوكو حرام» والشباب أضاف: «إسرائيل مستعدة لمساعدة دول إفريقيا من أجل محاربة الإرهاب؛ هناك موجة من العمليات التخريبية قامت بها منظمات الشباب فى شرق القارة وجماعة بوكو حرام فى شمال نيجريا». بدورها قالت صحيفة «معاريف» العبرية إن «كينيا، الدولة الثانية فى جولة نتنياهو، هي من الدول التي يوجد تعاون بينها وبين إسرائيل، في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب، كما أن رواندا -الدولة الثالثة في الزيارة- يجمع شعبها والشعب اليهودي قاسم مشترك هو تعرض الاثنين للمذابح وهو أحد أسباب التقارب بين الجانبين». ولفتت إلى أن «الرئيس الرواندى بول كجاما، الذى سيستضيف نتنياهو ويرافقه فى موقع تخليد المذبحة التي وقعت بالبلاد منذ 1994، تلقى انتقادات كثيرة بسبب تدهور حقوق الإنسان في بلاده، لكن مستمر في الحصول على تأييد واسع دوليًّا، بسبب نجاحه في إصلاح رواندا وتحقيق استقرار سياسى وأمني علاوة على النمو الاقتصادي». دانون: عمليات التطوير التكنولوجية فى إفريقيا ملحوظة ختمت: «نتنياهو سيبقى في رواندا لنصف يوم قبل أن يتجه إلى محطته الأخيرة، إثيوبيا، الدولة التي لديها علاقات مباشرة مع مواطنين كثيرين في إسرائيل، بسبب عمليات الهجرة من قبل يهود الفلاشا إلى تل أبيب». ونقلت الصحيفة عن دانى دانون -سفير تل أبيب بالأمم المتحدة- تعقيبه على الزيارة بقوله «من الملاحظ أن عمليات التطوير التكنولوجية التي تقوم بها إسرائيل في أنحاء القارة السمراء لها، ومن بينهم مرافق تطهير المياه، والتكنولوجيا الزراعية المتطورة، ومرافق الطاقة الشمسية والتكنولوجيا الأمنية التى تستخدمها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في بؤر الاشتباك بأنحاء القارة».