إذا سألت أي شخص، له علاقة بالهواتف الذكية، ما هو الهاتف الذي تحلم بشرائه يومًا من الأيام، فليس من العجب أن تجده يفتح فمه، وتلمع عيناه وهو يقول "آيفون". هواتف آيفون، يعرف عنها جودتها العالية، وتوافق وتناغم السوفتوير مع الهاردوير لأقصى درجة ممكنة، وبالرغم من سعرها المرتفع للغاية، إلا أن المستهلك الذي يشتري أحدها، يكون راضيًا، فما هو السبب في تفوق آبل لهذه الدرجة، وما الذي يجعل جودة هواتفها لا تنافس؟. الإجابة هي أن آبل لا تطلق سنويًا إلا هاتفَا واحدًا، أصبح مؤخرًا هاتفين، لكنهما يأتيان بنفس المواصفات، ويختلفان فقط على مستوى الحجم. لا تطلق آبل نسخة إقتصادية من هاتفها، فعلتها من قبل مع هاتف آيفون 5 سي الذي فشل فشلًا ذريعًا، لكنها تعلمت الدرس ولم تكررها مجددًا، ولا تطلق أيضًا نسخة أخف وزنًا، أو ذات مواصفات محسنة، فقط تركز على هاتف واحد، وتعمل عليه، وتهتم بكل تفاصيله، حتى توصله إلى درجة تقترب من الكمال. اكتفاء آبل بهاتف واحد سنويًا، مع إطلاقه بحجمين مختلفين، يسمح لها بمتابعة تحديثات نظام تشغيله على أساس منتظم، حتى يصبح الهاتف خاليًا تقريبًا من العيوب، يقدم للمستخدم تجربة متميزة، بأداء سلس، وبطارية عمرها جيد جدًا، وكاميرا تعد ضمن أفضل الكاميرات المتواجدة في الأسواق. أما على الجانب الآخر، يمتلئ عالم آندرويد، بعشرات الشركات التي تقدم مئات الهواتف الذكية سنويًا، فعلى سبيل المثال هناك سامسونج، عدو آبل اللدود، والتي لا يمر عامًا عليها، إلا وتطلق عشرات الهواتف في الأسواق، يتنوع تصنيفها بين الشرائح الإقتصادية والمتوسطة والرائدة. نهج مثل هذا، يساهم في ظهور العديد من المشاكل، فالشركات لا تتابع هواتفها بالتحديثات، وتصميم الأجهزة نفسه لا يكون موفقًا في بعض الأحيان، كما أن نظام التشغيل تصيبه الأعطال، وكل ذلك يحدث بسبب التسرع في إطلاق عشرات الأجهزة من أجل تغطية كافة الشرائح السعرية، ما ينتهي بتجربة غير جيدة يحظى بها المستخدم. ومن بين عشرات الشركات التي تقدم هواتقًا تعمل بنظام آندرويد، تبرز شركة وان بلس الصينية، التي تأسست في ديسمبر 2013، كشركة ذات مستقبل باهر، تسبح ضد تيار النهج القائم من باقي الشركات المنافسة، فهي لا تطلق سنويًا إلا هاتفًا واحدًا. كل هاتف من فئة الهواتف التي تطلقها شركة وان بلس، يطلق عليه لقب "قاتل الهواتف الرائدة"، حيث إنه يأتي بمواصفات قوية للغاية، مقابل سعر رخيص، مقارنة بالهواتف الرائدة المنافسة باهظة الثمن. وبدأت شركة وان بلس مشوارها مع الهواتف الذكية في عام 2014، بهاتف وان بلس وان، والذي تميز وقتها بإمكانيات قوية للغاية، مقابل سعر رخيص، ولولا إختيار الشركة نظام بيعه إلى المستهلكين، عبر دعوات مخصصة ترسلها إليهم، وعدم إتاحته للشراء للجميع، لكان حقق مبيعات تاريخية. وفي عام 2015، قدمت وان بلس إلى العالم هاتف وان بلس تو، بنفس معادلة الإمكانيات القوية مقابل السعر الرخيص، وباعته أيضًا عبر نظام الدعوات المخصصة، وفي وقت لاحق من العام، أطلقت هاتف وان بلس إكس، الذي لم يحظى بالنجاح المتوقع. وفي الإسبوع الماضي، يبدو أن وان بلس تعلمت من كل دروس ماضيها القصير في سوق الهواتف الذكية، حيث أطلقت هاتف وان بلس 3 الخارق، والذي يتميز بمواصفات يحلم بها معظم المستخدمين مقابل 399 دولارًا، وهو سعر يقل بمقدار النصف عن أسعار الهواتف المنافسة. وأطلقت وان بلس الهاتف للبيع دون نظام الدعوات، حيث يمكن الآن لأي شخص في العالم طلبه عبر موقعها الرسمي بلا قيد، كما أنها أعلنت وقف إنتاج وإصدار هاتفها المخيب للأمال وان بلس إكس، لتركز على هاتف واحد، هو وان بلس 3، دون أن تشتت مجهوداتها بهاتف آخر، لا أقل حجمًا، أو أكبر حجمًا، او مُحسن المواصفات. إذًا، وبعد استعراض الأسباب الأساسية لتفوق آبل في سوق الهواتف الذكية، والطريق الذي تنتهجه وان بلس وحدها، نجد أن الشركة الصينية، بالرغم من عمرها الوليد الذي لا يتجاوز العامين، هي الأقرب بجدارة كي تنال لقب "آبل الآندرويد".