تمر السنوات وتظهر أجيال جديدة من النجوم لتحل محل أخرى، ومازالت الفنانة الكبيرة يسرا متمسكة بمكانتها لدى الجمهور، الذي ينتظر إطلالتها عليه سواء من خلال عمل تليفزيوني أو سينمائي، فهي لديها من الشعبية التي تجعلها في مكانتها دون تأثر مهما تغيبت، لاقتناعها بأنها وصلت إلى مكانة ليست في الحاجة خلالها للظهور عبر أعمال لن تضيف شيئًا لمشوارها الفني، بل ربما تؤخذ عليها. يسرا تشارك في سباق دراما رمضان الجاري بمسلسل "فوق مستوى الشبهات"، مع "العدل جروب"، وهي الشركة التي أنتجت لها مجموعة من أنجح مسلسلاتها منها "ملك روحي"، "لقاء على الهواء"، إلى جانب تعاونها مع المخرج هاني خليفة الذي قدم أعمالًا سينمائية مميزة منها "سهر الليالي"، و"سكر مُر"، كذلك مسلسل "الجامعة".
وينتظر محبو يسرا متابعتها في شخصية "رحمة" التي ينخدع كثير من المحيطين بها بمظهرها الخارجي، وملامحها البريئة، فتكون خارج دائرة الشك أو فوق مستوى الشبهات حسبما جاء عنوان العمل، لكن بمرور الأحداث تنكشف الحقيقة، ويتعرفون على المصائب التي كانت ترتكبها في حقهم وتسببت في تدمير حياتهم دون علمهم، وهو الدور الذي يتضمن الكثير من المراحل، ويحتاج لقدرات تمثيلية قوية، حتى يتفاعل معها المشاهد، والذي من المتوقع انتظاره لحلقات العمل الجديدة أولًا بأول.
يأتي هذا رغم أن مسلسل "سرايا عابدين" بجزأيه الأول والثاني، واللذان تصدرت بطولتهما يسرا على مدار عامين مع السوري قصي خولي، لم يحظى بالاهتمام والمشاهدة الكبيرة، في المقابل نال انتقادات واسعة بحق الأحداث المتناولة فيه، وباعتباره يقدم وقائع غير حقيقية للفترة التاريخية التي تخص حكم الخديوي اسماعيل، وأصبح الحديث عن هذا الأمر أكبر من التطرق لأداء نجوم المسلسل، واندماجهم في الشخصيات، وإجادتهم لأداءها.
من ناحية أخرى، لا يمكن لأحد إنكار أن يسرا تعد سيدة المسلسلات من الدرجة الأولى فهي قادرة على تجسيد شخصية الهانم، وإحدى نساء الطبقة الأرستقراطية، وابنة الأثرياء مثل دورها في "ملك روحي"، وكذلك صاحبة الحق التي تكافح حتى تحصل عليه، وهو ما يعرضها لكثير من الظلم خلال مشوارها، وصاحبة المبادئ كما جسدت في "حياة الجوهري"، وفي ظل تعلق المشاهدين بأدوارها هذه، لا مانع من تقديم شخصية "نصّابة" محترفة، تمتلك الكثير من الخدع والحيّل لإيقاع ضحاياها كما قدمت في مسلسل "أحلام عادية".
استغلت يسرا موقعها كإحدى أهم نجمات الدراما التليفزيونية لتسليط الضوء على مجموعة من القضايا المهمة في المجتمع المصري، منها الاغتصاب، التي قدمتها خلال مسلسل "قضية رأي عام"، الذي أثار الكثير من الجدل وقت عرضه عام 2007، وبعدها اجتذبت جمهورها لتقديم مجموعة من المشكلات المتنوعة استعرضتها من خلال عملها كطبيبة نفسية في "خاص جدا"، منها مشكلات زواج القاصرات، وتأثير الانفصال على الأبناء.
ومع أن يسرا حُرمت من الإنجاب في حياتها، إلا إنها قدمت مجموعة من نماذج لأمهات يحملن الكثير من الحنان والمشاعر نحو أبناءهن، وأعمالها تشهد، منها "أين قلبي" و"خاص جدًا"، وهي الأعمال نفسها التي قدمت من خلالها ممثلون أصبحوا نجومًا يتصدرون بطولة أعمالهم منهم مي عز الدين، التي تنافس بمسلسلها "وعد"، ويسرا اللوزي التي تشارك في بطولة "بنات سوبر مان"، وإياد نصار بطل مسلسلي "7 أرواح"، وأفراح القبة".
وبينما تقدم يسرا مسلسلاتها لم تنس الموازنة بينها وبين وجودها السينمائي فقدمت أعمالًا منها "جيم أوفر"، "ما تيجي نرقص"، و"كلام في الحب"، إلى جانب الأفلام التي شهدت تكوينها لثنائي قوي مع الزعيم عادل إمام، أحدثها "بوبوس" و"عمارة يعقوبيان".
وتمتلك يسرا رصيدًا سينمائيًا قويًا يصل إلى نحو 80 فيلم، منها "إسكندرية نيويورك"، "إسكندرية كمان وكمان"، "حدوتة مصرية"، "طيور الظلام"، "المنسي"، "على باب الوزير"، "درب الهوى"، "الإنس والجن"، "كراكون في الشارع"، "الأفوكاتو"، واستخدمت في بعض الأفلام موهبتها الغنائية دون فرضها عليها، جاء ذلك خلال أحداث "دانتيلا"، و"الوردة الحمراء"، "عمارة يعقوبيان".
ومن المقرر أن تبدأ يسرا تصوير فيلمها الجديد "أهل العيب" الذي يجمعها بالنجمة منة شلبي، ولكن بعد انتهاء شهر رمضان، إذ تم تأجيله نظرًا لانشغالهما بالتصوير، وهو من تأليف تامر حبيب، إخراج هالة خليل.
تشغل يسرا منصب سفيرة النوايا الحسنة، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في برنامجها المشترك والمعنى بالإيدز، وكانت قبل ذلك سفيرة للنوايا الحسنة من قبل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لاهتمامها الواسع بقضايا المرأة.