كشفت صحيفة "التليجراف" البريطانية عن أن البنادق التي استخدمت في عملية "تل أبيب" من النوع المعتاد الذي يفضله المسلحون الفلسطينيون، وتعرفه قوات الأمن الإسرائيلية جيدًا. وأشارت الصحيفة إلى أن لقطات الفيديو للحادث، أظهرت أن البندقيتين لا تعملان، فالأولى سقطت منها الذخيرة، وحاول مطلق النار إصلاحها، والثانية تعطلت قبل إطلاق النار، وألقاها المسلح على الأرض، وتظهر على وجهه ملامح الإحباط. ونوهت الصحيفة البريطانية بأن البندقيتين من نوع "كارل جوستاف" التي يفضلها المسلحون الفلسطينيون؛ بسبب بساطة تصميمها، لكنها تتعرض للأعطال في اللحظات الحرجة. وأوضحت الصحيفة، أن البندقية تعتمد على التصميم السويدي، الذي يعود للحرب العالمية الثانية، ويمكن لهواة جامعي البنادق بالضفة الغربيةالمحتلة تقليدها بسهولة. وأشارت الصحيفة إلى أن المسلحين الفلسطينيين، لا يستطيعون الحصول على أسلحة هجومية أكثر تطورًا مثل إيه كيه-47 أو إم-16، لذلك يلجؤون إلى كارل جوستاف التي تلقب ب"كارلو"، حيث يقول مسؤولون إسرائيليون، إنهم وجدوا بعض الأسلحة المصنعة منزليًّا من "ماسورة الشيشة" أو بعض أجزاء محركات السيارة. وقال أحد المسؤولين: "هذه البندقية رخيصة، ويمكن شراؤها من أماكن محددة بالضفة الغربية"، حيث قدر سعر بندقية كارل جوستاف ب2000 شيكل مقارنة ب60 ألف شيكل لبندقية إم-16. "التليجراف" اعتبرت أن الأسلحة المصنعة منزليا تمثل تحديًا كبيرًا لقوات الأمن الإسرائيلية، التي يمكنها اعتراض شحنات الأسلحة القادمة من الخارج، لكن تكافح من أجل إيقاف صناعة الأسلحة محليًّا داخل الأراضي الفلسطينية. وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن بندقية كارل جوستاف تمكن مهاجمي "الذئاب المنفردة" الذين ليس لديهم أي دعم من الجماعات المسلحة مثل فتح أو حماس، في حين أن المسلحين في الماضي كانوا يعتمدون على خلية المنظمة لتزويدهم بالسلاح، يمكنهم الآن صنع أو شراء الأسلحة الخاصة بهم بسهولة نسبية. ونوهت الصحيفة بأن معظم الهجمات الفلسطينية ضد القوات الإسرائيلية -التي اندلعت منذ أواخر أكتوبر الماضي- كانت عمليات طعن، لكن السلطات الإسرائيلية سجلت 92 حالة إطلاق نار بالبنادق، موضحة أن حادثة مقتل الجندي الإسرائيلي على البوابات بين القدس ودمشق في فبراير الماضي، استخدم منفذها بندقية كارل جوستاف، وبعد مرور شهر، فتح مسلح فلسطيني آخر النار في القدس بنفس البندقية. "التليجراف" أوضحت أن بندقية كارل جوستاف عرضة للتشويش، ويمكنها أن تخطئ الهدف، وهو ما يعني أنها ليست دقيقة سوى في المسافات القصيرة، ولكن تصميمها يشير إلى أنه يمكن إخفاؤها بسهولة، وهو ما حدث في عملية تل أبيب، حيث أخفى المهاجمان البندقية، وهما يجلسان في المطعم. واختتمت الصحيفة تقريرها، بالإشارة إلى أن كارل جوستاف، يمكن أن لا تكون أكثر الأسلحة المميتة في المنطقة، لكنها متاحة بسهولة، وتشكل تهديدًا خطيرًا.