كانت تعتقد جماهير الكرة قديمًا أن سبب الغزارة التهديفية في المباريات وإحراز اللاعبين أهدافًا كثيرة، مثل بيليه وجيرارد مولر، حيث سجل جيرد مولر "1461" هدفا في "1216" مباراة، بمعدل 1.20 هدف في كل مباراة، وسجل بيليه "1284" هدفا في "1375" مباراة بمعدل 0.93 هدف لكل مباراة، هو عدم وجود قانون التسلل آنذاك وهي معلومة خاطئة جدا. "التحرير" تبرز لكم في السطور التالية تاريخ قانون التسلل وكيف تم تطويره حتى وقتنا هذا. يعود تاريخ قانون التسلل إلى القرن ال"19" وقطعت كرة القدم شوطا طويلا منذ أن سنّت قوانينها الأولى في لندن عام 1863، فلم ينتج عن الاجتماع التاريخي في حانة الماسونيين تأسيس الاتحاد الإنجليزي فقط، بل مجموعة من القواعد الافتتاحية للعبة، الذي كان منها قانون "التسلل" والذي كان حينها أكثر صرامة من القانون الحالي فقد كان اللاعب يعتبر متسللا لمجرد وجوده أمام الكرة. وكان يشبه آنذاك قانون التسلل في لعبة "الرجبي" الذي ينص على أن أي لاعب يقف بين الكرة ومرمى الفريق المنافس يعتبر متسللا، حيث يعتبر اللاعب متسللا، إن كان يقف أمام الكرة أثناء تمريرها ما يعني أن اللعبين كانوا مجبرين على تمرير الكرة بشكل عرضي أو إلى الخلف أوالتقدم فرديا لتسجيل الأهداف. وبعد وضع هذا القانون أصبحت لعبة كرة القدم تعجيزية للفريق المهاجم، ما اضطر المسؤولين عن اللعبة إلى تغيير القانون بعدها ب20 عاما. في آواخر ستينيات القرن التاسع عشر، اتخذ الاتحاد الإنجليزي، قرارا هاما باعتماد قاعدة اللاعبين الثلاثة، حيث كان المهاجم متسللا إذا كان موقعه أمام ثلاثة لاعبين من الخصم وراء الكرة بدلا من لاعبين كما في يومنا هذا. وفي عام 1925 عاد المشرفون على اللعبة لتغيير القانون، بعدما أحسوا بالصعوبة التي يجدها المهاجمون للوصول إلى المرمى، وأصبحت قاعدة تسلل الثلاثة لاعبين قاعدة لاعبين اثنين للاعب، وليصبح قانون التسلل كما هو حاليا، محققة تغييرا جذريا في اللعبة.
وحدثت بعض التعديلات الأخرى في قانون "التسلل" وجاءت كالآتي:- - في عام 1872 أصبح لا يوجد تسلل من ضربة ركنية. - في عام 1887 أصبح لا يعتبر اللاعب متسللا إذا جاءته الكرة من الخصم (كما هو الآن). - في عام 1905 أصبح لا يعاقب اللاعب على التسلل إذا لم يستفد من وجوده متسللا. - في عام 1907 أصبح لا يحتسب اللاعب الموجود في نصف ملعبه متسللاً. - في عام 1920 أصبح لا يوجد تسلل في رمية لتماس. وسيظل قانون التسلل هو العدو الرئيسي لكرة القدم الهجومية الجميلة التي يحب أن يتابعها الجمهور، وهو أيضا القانون الأكثر إثارة للجدل بسبب ارتكاب الحكام ومساعديهم أخطاء كثيرة بسببه.