في مشهد حضاري مُفعم بالديمقراطية قلما نجده في مصر، أو في الحقيقة لا نجده من الأساس، شهد البرلمان الكندي، هذا الأسبوع، مواجهة من نوع خاص بين رئيسة حزب المحافظين وزعيمة المعارضة "رونا أمبروز"، ورئيس الوزراء "جاستن ترودو" الذي يعد رئيسًا للحزب الليبرالي. السيدة أمبروز، البالغة من العمر 47 عامًا، بدأت مناقشتها مع رئيس الوزراء الكندي، الذي يبلغ من العمر هو الآخر 44 عامًا، بالسخرية منه هو ووزير المالية، ثم سألته سؤالًا، هو "هل حقًا الحكومة تعمل على تطوير ميزانية معتدلة". وبعد إجابة رئيس الوزراء الكندي، اتهمته أمبروز، بصرف أموال الميزانية بشكل مفرط لا يعبر عن فهم حزبه الليبرالي، بصرف 10.7 مليار دولار في شهر مارس الماضي وحده، موضحة أن تلك الأموال مٌكتسبة من الأسر الكندية الكادحة التي تعمل بجد، وأن ما يتم إقتراضه الآن سوف يدفع الشعب الكندي ثمن تسديد فوائده لاحقًا. ولم تكتف السيدة أمبروز بهذه الكلمات فحسب، بل قالت لرئيس الوزراء "هل تفهم أن هذا المال ليس مالك الخاص لكي تصرفه على هذا النحو؟" ولم ينتصر في هذه المواجهة طرف على الآخر، وكانت الديمقراطية هي الفائز الوحيد، حيث شهدت ردود أفعال رئيس الوزراء الكندي، إجابات واضحة منه، ردًا على أسئلة واتهامات زعيمة المعارضة رونا أمبروز، دون أن يتهمها بأنها تعمل ضد البلاد، بل وأنه حتى أن قام بتوجيه الشكر إليها في حديثه. ولا يعد هذا المشهد الحضاري بين رئيس وزراء كندا، وزعيمة المعارضة رونا أمبروز، الأول من نوعه، حيث سبق لهما وأن تبادلا المواجهة من قبل الأسبوع الماضي، والذي شهد ذهابه إليها على الهواء مباشرة داخل البرلمان، من أجل احتضانها، تقديرًا لحديثها.