مع تزايد الفظائع التي يرتكبها النظام السوري في حق الآلاف من المدنيين الأبرياء في مدينة حلب، إلى حد وصل إلى استهداف المستشفيات وأسواق الغذاء، وكان آخرها قصف مستشفى "القدس" الذي راح ضحيته 50 مدنيًّا على الأقل، كتب أحد الأطباء السوريين رسالة إلى العالم رثى فيها زميله طبيب الأطفال محمد وسيم معاذ الذي قتل في الهجوم الأخير، كما طالب فيها العالم للانتباه إلى ما يحدث في حلب من جرائم في حق الإنسانية. وجاء نص الرسالة: أصدقائي الأعزاء، أنا الدكتور حاتم، مدير مستشفى للأطفال في مدينة حلب. يوم الأربعاء، في غارة جوية على مستشفى "القدس" القريبة قتل 27 من العاملين فيها وعدد من المرضى، صديقي الدكتور محمد وسيم معاذ طبيب الأطفال الأكثر كفاءة في المدينة قتل في الهجوم. اعتاد معاذ العمل لدينا في مستشفى الأطفال أثناء النهار، وبعد ذلك كان يذهب إلى مستشفى "القدس" للمناوبة في قسم حالات الطوارئ طوال الليل. كنت أنا والدكتور معاذ نقضي ست ساعات في اليوم معًا. فكان شخصًا ودودًا ولطيفًا، اعتاد المزاح كثيرا مع جميع العاملين. كان الطبيب الأروع في المستشفى. أنا في تركيا الآن، وكان من المفترض أن يزور عائلته هنا بعد أن أعود إلى حلب. فهو لم يرهم منذ أربعة أشهر. بقي الدكتور معاذ في حلب، المدينة الأكثر خطورة في العالم، بسبب تفانيه لصالح مرضاه. وغالبًا ما يتم استهداف المستشفيات من قبل الحكومة والقوات الجوية الروسية. قبل أيام من موت الدكتور معاذ، كان هناك غارة جوية على بعد 200 متر فقط من المستشفى، وعندما اشتد القصف، هرب الطاقم الطبي إلى الطابق الأرضي من المستشفى، حاملين حضانات الرضع من أجل حمايتهم. مثل آخرين كثيرين، قتل الدكتور معاذ بسبب إنقاذه الأرواح. اليوم، نتذكر إنسانية الدكتور معاذ وشجاعته. يرجى مشاركة قصته حتى يعرف الآخرون ما يواجهه الأطباء في حلب وكل أنحاء سوريا. الوضع اليوم حرج جدًّا، حلب قد تسقط تحت الحصار قريبًا. نحن في حاجة إلى انتباه العالم. شكرًا لكم لتذكرنا.