واصلت القوات الحكومية السورية، حملتها الجوية العنيفة على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب، وقصفت يوم الجمعة، مستوصفا في ثاني هجوم خلال ساعات على المؤسسات الطبية في المدينة. وقال الدفاع المدني في حلب، إن عدة أشخاص قتلوا في الغارة التي استهدفت المستوصف الطبي الميداني في حي المرجة شرقي مدينة حلب. وعلق "المجلس الشرعي" في حلب صلاة الجمعة في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة "لحماية أرواح المدنيين" حسبما ذكر المجلس في بيان. وكانت القوات الحكومية قتلت الأربعاء 30 مدنيا بينهم طبيبان، بعدما استهدفت غارة جوية مستشفى القدس الميداني، الذي تشرف عليه منظمة أطباء بلا حدود ومبنى سكنيا مجاورا في حي السكري الذي تسيطر عليه المعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن أسبوعا من الغارات الجوية للقوات الحكومية والقصف من جانب المعارضة المسلحة في حلب أودى بحياة نحو 200 شخص في المدينة، ثلثاهم تقريبا في مناطق المعارضة. النظام يحشد وفي هذه الأثناء، يحشد نظام الأسد قواته والميليشيات التابعة له لاجتياح مدينة حلب، فيما حذرت الأممالمتحدة من كارثة إنسانية حقيقية في المدينة واستمرار ردود الفعل على قصف النظام لمستشفى فيها. بدوره، قال فالتر جروس الذي يقود مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حلب لرويترز، "أينما كنت ستسمع صوت قذائف الهاون والقصف والطائرات وهي تحلق فوقك"، وأضاف "لا يوجد حي لم يتعرض للقصف.. الناس يعيشون على أعصابهم.. الكل هنا يخشى على حياته، ولا أحد يعلم ماذا سيحدث بعد ذلك". من ناحية أخرى، قالت مصادر في المعارضة إن طائرات النظام استهدفت خطأً حيّ الميدان الخاضعَ لسيطرته، مما أدى إلى تدمير مبانٍ وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن 14 شخصاً قتلوا بعد سقوط قذائف صاروخية أطلقها مسلحون. وأصبحت حلب محورا لتصعيد عسكري أدى إلى تقويض مباحثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة في جنيف. ولم تنجح جولات المفاوضات لغاية الآن في وضع حد للقتال الدائر منذ أكثر من خمس سنوات. اتصالات أمريكية روسية من جهته، دعا وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، موسكو إلى الضغط على النظام السوري لدفعه إلى احترام وقف إطلاق النار. بدوره، قال المبعوث الروسي لدى مقر الأممالمتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، إن النظام يخطط لهجمات في دير الزور والرقة بدعم من سلاح الجو الروسي، متوقعاً استئناف مفاوضات جنيف. وأدى التصعيد العسكري في حلب إلى تقويض مباحثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة في جنيف مما دفع مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إلى مناشدة الرئيسين الأمريكي والروسي للتدخل لإنقاذ الهدنة "التي تحتضر". هدنة لا تشمل حلب كشف مصدر دبلوماسي عن اتفاق روسي أمريكي على هدنة جديدة في سوريا اعتبارًا من منتصف ليل اليوم الجمعة. وقال المصدر، لوكالة الإعلام الروسية، إن "موسكو وواشنطن ستكونان ضامنتين للاتفاق الذي سيطبق في مناطق باللاذقية وفي بعض ضواحي دمشق"، فيما ذكرت وكالة "تاس" الروسية أن الاتفاق سيطبق أيضًا على حلب. وقالت وكالة الإعلام الروسية اليوم الجمعة إن اتفاق "نظام الصمت" في سوريا الذي ترعاه روسياوالولاياتالمتحدة سيطبق لمدة 24 ساعة في دمشق وريفها و72 ساعة في اللاذقية. ونقلت الوكالة عن المعارض السوري قدري جميل قوله إن "نظام الصمت" في سوريا، الذي اتفقت عليه روسياوالولاياتالمتحدة، سيطبق في حلب ودمشق واللاذقية، فيما قال بيان للجيش السوري إن "نظام التهدئة" يشمل مناطق الغوطة الشرقيةودمشق لمدة 24 ساعة ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة. وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اليوم الجمعة، إن روسيا "مستعدة لإجراء اتصالات مع كل الدول المعنية باستمرار محادثات السلام السورية في جنيف، خاصة مع الولاياتالمتحدة”، مضيفاً أنه “يتم استخدام قنوات الاتصال اللازمة". تهاوي اتفاق الهدنة من جهته، قال مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، اليوم الجمعة، إن تصاعد وتيرة العنف في سوريا، حيث تهاوى اتفاق هدنة هش وانهارت محادثات السلام، قد يؤدي إلى مستويات جديدة من الرعب وإن كل الأطراف أبدت "استخفافا شنيعا" بحياة المدنيين. وحث زيد في بيان كل الأطراف على التراجع عن العودة إلى الحرب الشاملة وقال "كان وقف الأعمال القتالية ومحادثات السلام أفضل سبيل وإذا تم التخلي عنهما الآن فأخشى مجرد التفكير في مدى الرعب الذي سنشهده في سوريا". وأكمل زيد قائلا: "ترد تقارير من حلب وحمص ودمشق وريف دمشق وإدلب ودير الزور عن زيادة عدد الضحايا المدنيين، وفي سياق هذا الوضع الجهنمي فإن إخفاق مجلس الأمن الدولي المستمر في إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية يعد مثالا على أكثر أشكال الواقعية السياسية خزيا".