شهدت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة اليوم الأربعاء، بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار عدلى فاضل، حالة من المداعبات الضاحكة، بقضية "التلاعب بالبورصة"، المتهم فيها علاء وجمال مبارك، نجلا الرئيس الأسبق حسنى مبارك، و7 متهمين آخرين، بالتلاعب بصفقة بيع البنك الوطنى. وطلب الدكتور حسانين عبيد من هيئة المحكمة، تخصيص أيام متتالية لسماع مرافعات الدفاع، وقدم مذكرة موقعة من 12 محامى، لطلب عقد جلسات المرافعات متتابعة لاتصال وقائع الدعوى ومواقف المتهمين. فوجه رئيس المحكمة "عبيد" محامى المتهمين الأول والثانى، إلى أن المحكمة سبق واقترحت عليهم سماع المرافعات فى شهر يونيو لكنهم رفضوا، فقال المحامى إنهم مازالوا يرفضون لتزامن ذلك مع حلول شهر رمضان المبارك، وقال محامون جالسون إنهم سيسافرون للعمرة، فمزح الدكتور حسانين عبيد وقال "إحنا صايمين ومنا اللى مسافر عمرة وفريد مسافر باريس"، فضحك الحاضرون وسأل رئيس المحكمة لماذا يسافر فريد الديب محامى المتهمين جمال وعلاء مبارك لباريس؟، فرد عليه الدكتور حسانين عبيد أن ذلك للعلاج، معتزًا بفريد الديب كرفيق له فى دفعة التخرج بكلية الحقوق. ونهض فريد الديب للتحدث إلى هيئة المحكمة، وشرح أنه مريض بالسرطان، ويخضع للعلاج فى باريس، وعاد من رحلة العلاج أول أمس، وحرص على حضور جلسة اليوم، وسبق واجتمع بالأمس مع فريق هيئة الدفاع ورأى أنه من الأقوم أن تكون جلسات المرافعات متصلة، لأن ما يقوله دفاع الأول والثانى سوف أرتب عليه مرافعاته وكذلك باقى المحامون. وتابع فريد الديب: "معنى ترافع أحدنا دون إكمال مرافعته وتتابع المرافعات بمن بعده، أننا بذلك سوف نمزق أواصل الدفاع، ولذلك فأنا أشاطر زملائى أننا لن نستطع الترافع فى رمضان، فلا أحد ممن تجاوز السبعين وهما أنا والدكتور حسانين عبيد نستطيع الترافع فى ظروف الصيام، وإن كان "عبيد أعجز منى رغم أننا دفعة واحدة"، بما أثار ضحك الحاضرين". وتابع الديب: "أنا عدت أول من أمس، وسوف أعاود السفر إلى باريس فى يوليو، ومن مصلحتى عن المتهمين السادس والسابع الهدف الأساسى للزج بهم فى القضية أن تكون المرافعات متصلة، فهم اتهمونا بأنا اشتركنا وتربحنا، وأنا ولا اشتركت ولا عملت حاجة يا بيه"، ليثير "الديب" الضحك ثانية بنبرة صوته المستكينة وهو ينطق الجملة الأخيرة. واختتم محامى نجلا الرئيس السابق حديثه للمحكمة، بالتأكد على أنه المحامى الوحيد الذى قال من أول الجلسات أنه مستعد للترافع منذ بداية القضية، إلا أنه وبمتابعة الأمر أكد أهمية اتصال المرافعات. كان النائب العام الأسبق المستشار عبد المجيد محمود، قد أحال خلال شهر مايو 2012 نجلى مبارك و7 متهمين آخرين من كبار رجال الأعمال؛ وهم: أيمن أحمد فتحى حسين سليمان، وأحمد فتحى حسين سليمان «متوفي»، وياسر سليمان هشام الملوانى، وأحمد نعيم أحمد بدر، وحسن محمد حسنين هيكل، وعمرو محمد على القاضى، وحسين لطفى صبحى الشربينى للجنايات بتهمة ارتكاب مخالفات أثناء بيع البنك الوطنى المصرى. وأسندت النيابة العامة إلى المتهم جمال مبارك اشتراكه بطريقى الاتفاق والمساعدة مع موظفين عموميين في جريمة التربح والحصول لنفسه وشركاته بغير حق على مبالغ مالية مقدارها 493 مليونا و628 ألفا و646 جنيها، بأن اتفقوا فيما بينهم على بيع البنك الوطنى لتحقيق مكاسب مالية لهم ولغيرهم ممن يرتبطون معهم بمصالح مشتركة وتمكينه من الاستحواذ على حصة من أسهم البنك عن طريق إحدى الشركات بدولة قبرص، والتي تساهم في شركة الاستثمار المباشر بجزر العذراء البريطانية والتي تدير أحد صناديق «أوف شور».