العالم الكروي أصبح قريبًا من موعدًا تاريخيًا، بحصد ليستر سيتي للقب الدوري الإنجليزي، وهو الحدث الأشبه بالمعجزة الكروية والتى لها أن تتحقق في موسم 2015/2016. ليستر الصاعد من دوري الدرجة الثالثة الإنجليزي في موسم 2008، حقق بعدها طفرة كبيرة خاصة بعدما قام التايلندي فيتشاي سريفادانابرابا، بشراء حقوق رعاية الفريق وملاعبه والمتاجر الخاصة بالفريق الأزرق، والذي لا تساوي القيمة الإجمالية للاعبيه 50 مليون يورو، أصبح على بعد أيام قليلة من حصد لقب المسابقة الأقوى في العالم، متفوقًا على أقرب منافسيه اللندنيين آرسنال، وتوتنهام، ومن بعدهما ناديا مدينة مانشستر الكبيرين، والذين يضمون لاعبين بقيمة سوقية خيالية. الجمهور والحلم عندما تجد فريقك البعيد تمامًا عن المنافسة طوال الوقت، يزاحم الكبار، بل يتغلب عليهم، هذا ليس حلمًا، فالواقع يتحدث الآن، نعم انت في الصدارة، هل ستكتفي بالحلم والدموع؟ بالطبع ستقاتل. هكذا فعلت جماهير ليستر، وهكذا كان اللاعبين في ليستر سيتي، على قدر كبير من المسؤولية، فالجميع يعلم هناك أن هذا لا ولن يحدث كل عام. كلاوديو رانييري لقب البريميرليج المنتظر «للثعالب» يعتبر هو الأول للنادي الذي تم تأسيسه عام 1884، ويحسب للفريق حفاظه على نتائجة الجيدة طوال الموسم ويأتي الإيطالي كلاوديو رانييري المدير الفني لليستر سيتي في رأس قائمة 4 عوامل ساعدت ليستر سيتي في طريقه الطويل نحو معانقة التاريخ. رانييرى صرح قبل انطلاق الموسم بأنه يأمل فقط في البقاء بفريقه في مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، مشيرًا إلى سعيه لبناء فريق ينافس على المراكز المتقدمة، ثم واصل تصريحاته المثيرة عقب كل مباراة يحقق الفوز بها بأنه ينتظر الوصول للنقطة 40 لضمان البقاء في البريميرليج، قبل أن يصرح بعدها بأنه سعيد بضمان البقاء، ولم يكتفى المدرب المخضرم بذلك رغم أنه كان يتصدر جدول البطولة حينها. هل تغيرت نبرة تصريحات كلاويديو بعدها؟ بالطبع لا.. فبعد توسيع الفارق بينه وبين مطارده الأول توتنهام إلى 5 نقاط قبل نهاية البطولة ب 8 مباريات، أكد أنه أصبح يهدف حاليًا هو إنها الموسم ضمن ال 6 مراكز الأولى بالدوري الإنجليزي، للمشاركة في بطولة الدوري الأوروبي المقبلة، حتى بعد فوز فريقه على سندرلاند، في الجولة ال 33 بهدفين دون رد، وارتفاع الفارق بينه وبين توتنهام إلى 10 نقاط، قبل مباراة الفريق اللندني مانشستر يونايتد، قال رانييرى «نحن لم نحقق شيئًا حتى الآن، مازلنا بعيدين على اللقب، وعلينا ان نُركز وعلى الجماهير أن تحلم». فاردى ومحرز لعب الثنائي جيمي فاردي الدولي الإنجليزي، والجزائري رياض محرز، دورًا كبيرًا مع ليستر هذا الموسم، حيث سجل الأول 21 هدفًا في 33 مباراة، كان آخرهم هدفيه في شباك سندرلاند، بينما ساهم محرز بمهارته الكبيرة التي خطف بها الأضواء، مسجلًا 16 هدفًا، وصنع 11 في 33 جولة. الإعلام لا شك أن جميع وسائل الإعلام الرياضي في معظم دول العالم أبدت تعاطفًا شديدًا مع فكرة تتويج ليستر ببطولة الدوري الإنجليزي، وهو الأمر الذي ترك بالتأكيد أثرًا إيجابيا لدى الفريق، نحو حلمه الكبير.
يذكر أن ليستر ضمن اليوم الأحد، التأهل لدورى أبطال أوروبا، بعد فوزه على سندرلاند بهدفين نظيفين، حيث رفع رصيده إلى 72 نقطة فى صدارة البريميرليج، بفارق 7 نقاط عن توتنهام الوصيف، بعد تغبله اليوم على مانشستر يونايتد بثلاثة أهداف نظيف.