اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن تعيين سوزان رايس وسامانثا باور في منصبين مهمين للأمن القومي، يعد لجوءا من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى اثنين من المدافعين البارزين عن سياسة التدخل الليبرالية، التي تمثل عقيدة سياسة خارجية تطالب الولاياتالمتحدة بالتحرك بشكل عدواني للدفاع عن حقوق الإنسان بالوسائل العسكرية إذا لزم الأمر. وذكرت الصحيفة، في سياق تحليل إخباري نشرته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني أن كلتيهما «رايس، وباور» لهما دور كبير في حملة عام 2008 ولديهما علاقات شخصية مع أوباما. وقالت الصحيفة إنه ومع ذلك فإنهما ستعملان في خدمة رئيس قاوم على نحو ثابت التدخل في أفظع كارثة بالنسبة لحقوق الإنسان في أيامنا هذه ألا وهي الحرب الأهلية في سوريا، وأضافت أنه في ضوء آراء أوباما الثابتة، ليس من الواضح ما إذا كان من الممكن لرايس أو باور أن تحثاه على التحرك. وأشارت الصحيفة إلى أن رايس، التي أصبحت مستشارة للأمن القومي وبارور المزمع أن تحل محل رايس في منصب السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، عملتا في فريق في عام 2011 إلى جانب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لإقناع أوباما بدعم تدخل يقوده حلف شمال الأطلسي «الناتو» في ليبيا كان مخططا له بحيث يمنع ارتكاب مجزرة بحق الثوار في بنغازي. ولفتت الصحيفة إلى أنه في دورها الجديد، ستكون رايس قادرة على ممارسة المزيد من النفوذ حتى وشغل مكتب الجناح الغربي، أحد مكاتب فريق الرئيس الأمريكي، الذي ركز بالفعل على صناعة قرارات السياسة الخارجية في البيت الأبيض. ونوهت الصحيفة إلى أنه ومع ذلك فإن أوباما ومعاونيه لطالما ادعوا بأن ليبيا ليست سوريا، حيث إن الأولى هي حالة واضحة من الممكن أن تمنع القوة الجوية العقيد معمر القذافي من قتل آلاف الثوار في معقلهم، والثانية تعد صراعا طائفيا يضع نظاما لديه قدرات جوية دفاعية متطورة أمام ثوار متفرقين في جميع أنحاء البلاد. وأوضحت الصحيفة أنه سواء رايس أو باور، فإنهما لم تتحدثا علنا تأييدا لرد أمريكي أكثر عدوانية لحمام الدماء في سوريا، وهو الأمر الذي لا يعد مفاجئا في ضوء آراء أوباما المعروفة جيدا وأدوارهما كنجوم صاعدة في الإدارة.