مطاردات لا تتوقف، تشاركفيها المئات من قوات الأمن الهندية للبحث عنالمتمردين الماويين الذين شنوا هجوما مسلحا (السبت الماضي في وضح النهار على قافلة من سياسي حزب المؤتمر الحاكم في الهند. يوم أسود على الديمقراطية.. هكذا وصف رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينج، الهجوم الذينصب خلاله المهاجمون كمينا مسلحا لزعماء الحزب وقاموا بإطلاق وابل من النيران على قافلة للسيارات بولاية تشاتيسجاره وسط الهند وأسفر عن مقتل ما يزيد عن 23 شخصا. على الرغم من تلقي المتمردين اهتماما دوليا محدودا؛ لكنهم ينتشرون في نحو 20 ولاية من 28 ولاية في الهند، الأمر الذي يعتبره رئيس الوزراء تهديدا للأمن القومي الداخلي يجدر بحكومته القضاء عليه. تعاني البلاد استغلال الشركات لفقر السكان، الأمر الذي ساعد على تهيئة الظروف الخاصة بخروج الماويين لتجنيد المجتمعات القبلية والمناطق الأكثر تضررا؛ فضلا عن سوء الإدارة الداخلية للبلاد التي اعتبرها المسئولين سببا في انتشار هؤلاء المتمردين. الهجوم استهدف كبار المسئولين ومن بينهم ماهندار كرمة، وهو زعيم قبلي ورئيس حزب المؤتمر وزير الداخلية السابق في الولاية، وكان مسئولا كذلك عن تجنيد رجال القبائل المحلية للانضمام إلى ميليشيات تهدف لمحاربة الماويين، ولذلك استهدفه الماويون بعد تأسيسه حركة موالية للحكومة تدعى سلوى جودوم؛ وهي ميليشيا مولتها أحزاب الحكومة وحكومات الولايات المحلية، تقوم بإتلاف محاصيلهم و سرقة مواشيهم واغتصاب نسائهم وقتل كبار السن والشباب. حركة التمرد الماوية نشطت في الولايات الواقعة وسط وشرق الهند منذ نهاية الستينيات، وتقوم بتنفيذ عمليات مسلحة في عدة ولايات هندية بدعوى محاربة الدفاع عن حقوق العمال، كما بدأت الحكومة دعم حركة سلوى جودوم ضد الماويين في عام 2005 للقضاء عليهم بجانب حركة الصيد الأخضر، العملية التي بدأت قبل سلوى جودوم، وهي منسقة من قِبل الحكومة المركزية التى ترتئى حربا طويلة و دموية إلى أن يتم تطهير المجال القبلي وإلحاق الهزيمة بالماويين. يقدر عدد المقاتلين المتمردين ب30 ألف متمرد، وامتدت حركة التمرد الماوية التي انطلقت من حركة مزارعين سنة 1967 الى عشرين ولاية من اصل 29 في الهند وخصوصا على طول الممر الأحمر الذي يشمل؛ جرخند، والبنغال الغربي، ولوريسا، وبهار، وتشاتيشغاره، واندرا براديش.