رئيس مجلس الدولة: القاضي المستقيل ربما يكون منتمياً لجماعة إرهابية المستشار محمد حامد الجمل: السحيمي يستخدم أسلوب هشام جنينة.. وسرب الاستقالة للإعلام قاضٍ: الاستقالة تحمل تهديد لوزير العدل بعد أقل من 48 ساعة على التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها المستشار أحمد الزند، وزير العدل، في حواره مع الإعلامى أحمد موسى، عبر فضائية صدى البلد، وقال فيها نصاً: "لن تنطفىء ناري إلا إذا قتل 10 آلاف إخواني مقابل كل شهيد من الجيش"، وفسره قانونيون، بأنه تحريضًا على العنف والقتل، تقدم، اليوم، السبت، المستشار محمد عبد السحيمي، رئيس محكمة قنا، باستقالة حملت معان وعبارات أدبية قوية، لرئيس مجلس القضاء الأعلى، بسبب خصومة تعنت وزير العدل معه، واشتعال الخلاف فيما بينهما حسبما جاء بالاستقالة. الحق الدستوري والقانوني المستشار محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق، قال إنه من حق القاضي دستوريًا وقانونيًا أن يتقدم باستقالته، وعلى مجلس القضاء الأعلى أن ينظر ويحقق فيما جاء بها، ويقوم بعدها باستدعاء القاضي صاحب الاستقالة لسؤاله عما جاء بها. الاستقالة لن تقبل وتابع "الجمل" في تصريحات خاصة ل"التحرير"، "لو ثبت عملياً اضطهاد الوزير للقاضي حسبما جاء بالاستقالة فسيترتب على ذلك عدم قبول مجلس القضاء الأعلى لاستقالة القاضي، ومن الوارد أن يطلب من وزير العدل أن يتقدم بمذكرة للتعليق والرد على الاستقالة. استقالة القضاة سرية لفت رئيس مجلس الدولة الأسبق، إلى أن هذا النوع من الاستقالة غير معروف سببها الحقيقي فمن الوارد أن يكون صاحبها ينتمى لجماعة إرهابية من عدمه، واصفاً الاستقالة ب"المثيرة"، مؤكداً أنها لابد ان تكون سرية وتبقى كذلك، لأنها تحمل إساءة لشخص وزير العدل، وعقّب "القاضى المستقيل هو من أرسلها لوسائل الإعلام". نفس أسلوب هشام جنينة ويؤكد المستشار محمد حامد الجمل، أن أسلوب الاستقالة الذي اتبعه "السحيمي" هو نفس منهج المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، بعدما سارع الأخير لنشر تقريره عن فساد ال"600 مليار" في وسائل الإعلام المختلفة. واختتم "الجمل" حديثه قائلاً: "هناك دوافع سياسية لاستقالة القاضي". أسباب سياسية وراء الاستقالة وعلق أحد القضاة، رافضاً ذكر اسمه قائلاً: "بأن المستشار محمد عبد المنعم السحيمي، إذا كان جاداً في استقالته فكان عليه أن يتقدم أولاً بتظلم لمجلس القضاء الأعلى، يتم بعدها استدعائه ومن ثم التحقيق فيما جاء بنص الاستقالة، مشيراً فى الوقت ذاته، "لا توجد أدلة تؤكد وجود خصومة بين الطرفين، وربما يكون هناك أسبابًا سياسية لا تتعلق بالعمل". تهديد للوزير وإثارة الرأي العام وأضاف القاضي بأن الاستقالة تحمل تهديدًا للوزير وفيها كم من إثارة الرأي العام ضد المستشار أحمد الزند. يهجر الأنيياء أرضهم إذا اشتدت يد الشرك كان المستشار محمد عبد المنعم السحيمي، تقدم باستقالة مسببة لرئيس مجلس القضاء الأعلى، قال فيها، "لأن العدل أمانة السماء، فإن أهل الأرض جميعهم مؤتمنون عليه أن يؤدوه فيما بينهم، لا تثريب على من لم يقدر فقلة الحيلة لا تنال من شرف الرجال، وإنما يهجر الأنيياء أرضهم إذا اشتدت يد الشرك، تنال عصبته منهم وإني هنا لا أشكو ضعف قوتي ولا هواني على وزير العدل، فإن قدر على ظلمي وما خشي أن تحيط به ظلمات يوم القيامة، فإن لمثلي رب يرده، فإن أمهله في دنياه هذه، فإنه لن يمهله فى يوم موقف عظيم". 1000 دعوى جنحة في اليوم الواحد وأضاف السحيمي، في استقالته، "كان الوزير- قاصداً المستشار أحمد الزند وزير العدل- في يوم صوت القضاة ورئيسلً لناديهم، وقد عارضته في ملأه أشد معارضة، فأسرها في نفسه حتى إذ اعتلى وزارته عاود الخصومة، من ديوانها فأضحى صوتنا سوطاً علينا، فنبهنى تنبيهاً يوقفني عن ترقية ثم أقصاني إلى الجنوب حيث محكمة قنا، ليترصدنى بأعباء العمل، فوزعه بين رفاقي من القضاة بغير عدل، حتى أصبح المنظور لدي من دعاوى الجنح يفوق في اليوم ألفا، وربت الدعاوى المدنية فجاوزت الثلاثمائة وخمسين، فهل أكذب بعد كل هذا أن يتعجلون خلاصاً مني، بل أصدق أن الوزير منتقم غير ذى عفو، وإنى لأعاجل عنقي بذبح قبل أن ينالها بطعنة موتور". لا تضيعون أصلاب رجالكم.. فما لمتجبر من سلطان عندكم واختتمت الاستقالة، ب"شيخ القضاة الأكبر: إن القاضي الجزئي بمحكمة قنا، لا قبل له بوزير العدل، ولا يملك سوى نفسه، ويملك الوزير نفوس رجال، غير أن مثلى إذا استكره على الأمر ما وسعه البقاء فيه، إذا كان الوزير لا يحفظ عهد أبي وقد رافقه لسنوات يعبران عن ضمير القضاء في أحلك ما مرت به بلادنا، فهانت عنده عظامه إذ بلت، وإنى من تلك العظام دماً من دم، فإنكم حفاظون للعهود، أوفياء لها، لا تضيعون أصلاب رجالكم، فما لمتجبر من سلطان عندكم، إذا أغثتم الملهوف فصار ذا بأس، فإن بلغكم كتابي هذا عند مجلسكم فردوه، وما تردون إلا نفسي إلي، أما إذا بلغكم وقد رضيتم، فتلك استقالتي أرفعها إليكم، وما يرفع النفوس سوى عز بأهله، فأقبلوها وإنى لكم من الشاكرين.