«الزعماء المسلمين يحذرون من رد فعل اليمين المتطرف العنيف بعد اعتداء وولتش»، بهذا العنوان نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرا حول الآثار السلبية، التي ستحدق بالمسلمين عقب اعتداء أحد المسلمين على جندي بريطاني كان يخدم في أفغانستان عن طريق استخدام "ساطور" في ضاحية "وولتش" جنوب غربي لندن. وقالت الصحيفة البريطانية: «الأزمة أن اليمين المتطرف سيسعى لاستغلال الجريمة المقززة والبربرية التي مات فيها لي ريجبي؛ من أجل تأجيج الكراهية العرقية ضد كل المسلمين في إنجلترا». وتابعت قائلة: «لقد تضاعفت جرائم الكراهية المرتبطة بالإسلامفوبيا 10 مرات منذ حادثة وولتش، فلقد تم تسجيل أكثر من 140 حالة اعتداء فقط في خلال ال48 ساعة التالية للحادثة». واستمرت قائلة: «من بين حالات الاعتداء العنصرية 9 هجمات على مساجد واعتداءات وإساءات عنصرية وكتابات مضادة للإسلام على الجدران في مختلف المدن والمقاطعات الإنجليزية، وآخرها كانت استهداف أحد المساجد بعبوة ناسفة في ميلتون كينز خلال صلاة الجمعة». وما يعزز من تلك الهجمات ويزيدها أن ساسة اليمين المتطرف استغلوا الحادثة من أجل طرح السياسات العنصرية المعادية للمهاجرين، والمطالبة بوضع قيود أكثر صرامة على الهجرة، وسحب الجنسية الإنجليزية من أي أسرة يثبت تورط أحد عناصرها في عمليات إرهابية. ولكن أكثر تلك التصريحات إثارة للاشمئزاز على حد قول الصحيفة كانت تغريدة رئيس الحزب القومي البريطاني نك جريفين عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، والتي قال فيها: «يجب أن نلف قتلة هذا الجندي البطل في جلد الخنزير، ونطلق عليهم النار ونفجر رؤوسهم مرات عديدة». وأشارت الإندبندنت إلى أن تلك التصريحات بدورها تزكي نار العنصرية والحقد تجاه الإسلام عند عدد من الحركات المتشددة، وأبرزها رابطة الدفاع الإنجليزية، والتي تعادي الإسلام بصورة صريحة، والتي قررت تنظيم مسيرة غدا الاثنين تطالب فيه بطرد كل المسلمين من الأراضي الإنجليزية، وقالت في بيان لها: «اعتداء وولتش أثبت أن بريطانيا في حرب ضروس ضد التطرف الإسلامي». وبدورها، سعت الجماعات الإسلامية في بريطانيا إلى طمأنة الإنجليز بتنديدهم بالحادثة ووصفهم بأنه لا يمثل روح الإسلام ولا جوهره، وأن منفذه «شذ عن قواعد الدين الحنيف». ومن جانبها، نقلت صحيفة الديلي تليجراف البريطانية تصريحات عن والدة مايكل أديبووالي (المشتبه به في قتل الجندي البريطاني، والذي ظهر في مقطع فيديو وهو يحمل السكين ويديه ملطختين بالدماء)، والتي قالت فيها: «لقد غسل المتطرفون دماغ ابني، لقد حاولت باستماته أن ابعده عن طريق التطرف والتشدد، لكني فشلت». وقالت جوليت أوباسوي (43 عاما) ذات الديانة المسيحية: «ذهبت قبل تسعة أشهر أطلب مساعدة الأصدقاء، بعدما ترك ابني الجامعة، وأعلن تمرده على عائلتنا المسيحية الملتزمة، واعتناقه الإسلام، وتكفيره لها ولكل العائلة والمجتمع». كما تحدثت الصحيفة البريطانية عن أن أديبووالي كان ضحية قبل خمس سنوات عندما كان عمره 16 عاما لهجوم بسكين من مجهولين قتل فيه أحد أصدقائه، واختفى بعد الحادثة لعام كامل، ثم أعلن اعتناقه الإسلام وتغيرت بعد ذلك شخصيته تماما.