عاشت طفولة مضطربة بسبب انفصال والديها.. واستأصلت ثدييها حتى لا تفقد أبناءها بالسرطان تبنت أطفالا من إثيوبيا وكمبوديا وفيتنام يعتمد الأمر على نيتك وضميرك حينما تقرأ عنوان صدر أنجلينا جولى، فهل تتخيل صورة هوليوودية مثيرة لنجمة جميلة؟ أم صدرا حنونا لأم قررت أن تتخذ إجراءً وقائيا باستئصال ثدييها حتى لا يفقداها أبناءها؟ مرت أنجلينا بتجربة صعبة خلال الأشهر السابقة حينما اكتشفت أنها تحمل الجين الخطر (BRCA1) الذى يرفع بشدة احتمالات إصابتها بسرطان الثدى، نفس الجين الذى أصاب أمها وأفقدها حياتها منذ سنوات، فى رسالتها التى كتبت فيها تجربتها لكل نساء العالم قالت الأم أنجلينا جولى: «لا يوجد ما يمكن أن يشعرهم الآن بالقلق وعدم الراحة، يمكنهم أن يروا بعض الندوب البسيطة على جسمى من أثر الجراحة، هذا هو التغيير الوحيد الذى حدث لى، فى ما عدا هذا فأنا ما زلت «ماما» كما تعودونى، وليعرفوا أننى أحبهم وعلى استعداد لفعل أى شىء من أجلهم طالما أستطيع»، وعن أنوثتها كتبت أنجلينا جولى: «على المستوى الشخصى، لا أشعر أننى صرت امرأة أقل شأنا، أشعر بالقوة، لأننى اتخذت قرارا حاسما لا ينتقص من أنوثتى شيئا». صدر أنجلينا جولى هو حديث العالم، ما بين معجب بشجاعتها بقرار استئصال ثدييها كإجراء مبكر لاحتمال إصابتها بالسرطان، وما بين متأثر بمأساة ومعاناة نجمة ملأت شهرتها الآفاق، وترى فى بعض صفحات التواصل الاجتماعى المصرية، خصوصا فى صفحات المتشددين فكريا ودينيا الشماتة والانحطاط الأخلاقى فى رد الفعل على ما حدث لأنجلينا على أنه عقاب إلهى، وكأن هؤلاء المضطربين فكريا تأتيهم معلومات من السماء بالثواب والعقاب. والحقيقة أن أمثال هؤلاء لا يرون فى صدر أنجلينا سوى مظاهر الفتنة التى تداعب أحلامهم الحسية وهوسهم الجنسى، وهم أنفسهم من يقبلون أموال أنجلينا جولى وملايينها التى تنفقها من أجل الفقراء والمحتاجين الأفغان والسودانيين والسوريين وغيرهم، فأنجلينا اختلفتَ أو اتفقتَ معها تحمل فى صدرها قلبا مؤمنا بالإنسانية قولا وفعلا. ربما تكون أفلام أنجلينا جولى وجمالها وأناقتها هى فقط ما يعرفه كثيرون عنها، وأن تأخذ فنانة، جمالها هو رأسمال عملها، قرارا باستئصال ثدييها، خوفا من إصابتها بالسرطان، قرارا شجاعا، لكن خلف هذه النجومية والبريق حياة إنسانية ثرية تصلح لفيلم سينمائى، كان فى إمكانية أنجلينا بعد أن وصلت إلى أوج شهرتها فى هوليوود أن تكتفى ببريق الأضواء والشهرة والحياة الرغيدة فى القصور، لكنها تنقلت فى رحلات مرهقة ومزعجة لا تتناسب مع نعومة حياة النجوم إلى معسكرات اللاجئين فى إفريقيا وآسيا تواسى وتتابع أحوال ضحايا الحروب والنزاعات فى العالم كسفيرة للنوايا الحسنة. تكمل أنجلينا العام 37 من حياتها فى يونيو القادم، ولا شك أن حياتها القصيرة مليئة بالاضطراب والنجاح والفشل، تبنيها عددا كبيرا من الأطفال، مرده فى الأساس لطفولة مضطربة، لديها طفلة اسمها «شيلوه نوفيل» من النجم براد بيت، وقد تبنت وبراد بيت كلا من مادوكس من كمبوديا، وزهرة من إثيوبيا، وطفلا ثالثا من فيتنام. الشىء الوحيد الذى تعلقت يه من حياة والدها هو التمثيل. لم تكن الطفلة أنجلينا جميلة، فى عمر 12 عاما كانت تضع تقويم أسنان وترتدى نظارة طبية، وكانت ترى نفسها قبيحة وسط زملائها وزميلاتها فى معهد ستراسبرج المسرحى، حينما خلعت تقويم الأسنان فى عمر 16 سنة، حصلت على أول أدوارها، وكان دورا صغيرا لفتاة ألمانية، فى بداياتها كممثلة لم تكن تجيد الكلام مع الصحافة. حصلت على أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عام 2000 عن دورها فى فيلم «فتاة مضطربة» Girl, Interrupted، وألهمتها تجربتها ورحلاتها إلى الشرق الأوسط فى اختيار أدوار إنسانية فى أفلامها الأخيرة، حيث تبنت أول أطفالها الكمبودى مادوكس، وبعد طلاقها من ثورنتون بسبب تفضيله عمله عن عائلته، وهو الأمر الذى أعاد إليها معاناة أمها مع أبيها مرة أخرى.