مخابرات تل أبيب: الحركة تعلمت من الماضى.. ولديها 60 ألف صاروخ وقذيفة تشكل تهديدا فعليا وفوريا لعمق تل أبيب نشوب حرب ثالثة بين لبنان وإسرائيل هو سيناريو مرعب بالنسبة إلى الأخيرة، خصوصا مع القدرات الجديدة لمنظمة حزب الله التى تتحدث عنها تل أبيب قبل أى أحد آخر، وتحذر من عواقبها على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. 7 سنوات مرت على آخر حرب بين الجانبين، 7 سنوات هادئة قضاها حزب الله فى التسلح بأحدث أنواع الأسلحة وتعبئة القوات، كافية بإثارة المخاوف فى المؤسسة العسكرية بتل أبيب، ولنا فى تصريحات أدلى بها عاموس يادلين، رئيس مركز أبحاث الأمن القومى بتل أبيب ورئيس استخباراتها الحربية السابق، ما يعزز فكرة الرعب الإسرائيلى من الجنوب اللبنانى. يادلين تحدث عن حزب الله قائلا «هذه منظمة تتعلم من الماضى، فى السنوات ال7 الأخيرة ركزوا على التزود الهادئ ب60 ألف صاروخ وقذيفة تقريبا، تشكل تهديدا فعليا وفوريا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، إذا كان الحزب فى 2006 أمكنه ضرب شمال إسرائيل بعدة مئات من القذائف لها رأس حربى يزن 300 كجم، فهو اليوم قادر على إرسال كميات أكبر ب10 مرات لمركز البلاد». ليست أعداد القذائف والصواريخ هى التى تطير النوم من أعين مسؤولى الجيش الإسرائيلى، بل التحسين الذى جرى على تلك الصواريخ، ووفقا لمراقبين فقد اعتادت تل أبيب وصف غالبية السلاح الذى فى أيدى حزب الله بأنه «إحصائى» بمعنى أنه ذو دقة منخفضة جدا، لكن فى السنوات الأخيرة تلقت المنظمة صواريخ دقيقة على سبيل المثال (إم 600) المصنع فى سوريا، وهى نسخة أقل فتكا من صواريخ (فاتح 110)، التى تم القضاء عليها نهاية الأسبوع الماضى بجانب دمشق. صحيفة «يسرائيل هايوم» الإسرائيلية ألقت بمزيد من الضوء عن القدرات المتطورة للمنظمة الللبنانية التى حققتها خلال 7 سنوات، مضيفة أنهم فى تل أبيب يعرفون أن صواريخ ذات مستوى دقة عالية، من شأنها أن تتيح لمنظمة حسن نصر الله الإضرار الفعال بالبنية التحتية الوطنية والعسكرية لإسرائيل، ومن بينها المطارات ومراكز القيادة والسيطرة الخاصة بالجيش. وأشارت إلى «أنه حتى الآن لا يوجد فى يد حزب الله صواريخ بر بحر حديثة (ياخونت) المصنعة فى روسيا، وإذا نجحت المنظمة فى الحصول على تلك الصواريخ فإن الأمر سيسمح لها بتهديد سفن سلاح البحر والأصول الاستراتيجية لتل أبيب فى البحر»، مضيفة أيضا أن حزب الله لم يمتلك بعد منظومة ضد الطائرات متقدمة من نوع SA-17، التى من شأنها تهديد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلى. وبعيدا عن القدرات الصاروخية فإن سيناريو غزو لبنانى برى للأراضى الإسرائيلية ما زال كابوسا إسرائيليا بجدارة، شمعون شابيرا، الباحث البارز فى مركز هايروشاليمى للشؤون الجماهيرية والسياسية الإسرائيلى، يقول فى تصريحات إعلامية عن حزب الله «لديهم تقريبا كل شىء، من فرق مضادة للدبابات وحتى قوة غواصين بحريين، وقوة جوية، وطائرات دون طيار تحمل عبوات ناسفة ويصعب على الرادارات الإسرائيلية التابعة لسلاح الجو كشفها، علاوة على قدرات رصد وقدرات استخبارات، ووسائل تنصت متقدمة تصل من إيران»، مضيفا فى المواجهة القادمة «ستحاول المنظمة نقل القتال إلى الأراضى الإسرائيلية عن طريق إدخال فرق قتل أو حتى احتلال مستوطنة إسرائيلية صغيرة لفترة زمنية معينة».