لم يكن غريبًا أن يعلن رئيس جامبيا، أصغر دولة في قارة أفريقيا، بلاده جمهورية إسلامية؛ فالإسلام على المذهب الملكي السني هو دين الغالبية العظمى هناك ويشكل المسلمون 95 % من السكان، الذي يبلغ عددهم 1.8 مليون نسمة، وتأتي الخطوة كنهاية لسياسة عدم تحديد هوية دينية رسمية للدولة، في الوقت الذي لا تمثل فيه الطائفة المسيحية إلا جزءا ضئيلا من السكان، وهناك نسبة أقل منهم عددا يدينون بديانات إفريقية كما يوجد ملحدون. وجاء عدد المسلمين المرتفع بسبب جهود الدعاة في القرة ال19، وتتنوع مذاهب وفرق الإسلام في البلاد؛ فهناك شيعة كما يوجد ما يسمون بجماعة الأحمديين، وتحيط دولة السنغال جامبيا من ثلاث اتجاهات، هي الشمال والشرق والجنوب، ويخترقها نهر يصب في المحيط الأطلنطي غربا، ولا تتجاوز أعرض نقطه في البلد 48 كيلو متر، كما تصل المساحه الكلية للبلد 11,300 كيلو متر مربع. ووفق للدستور الجامبي، لم يكن غريبا أن تعلن الدولة كجمهورية إسلامية، خاصة أنه ينص على حماية حق ساكنيها بممارسة أي ديانة يختارونها، وإذا سرنا وفقا للحياة الاجتماعية والاقتصادية نجد أن الجامبيين اعتادوا أخذ عطلاتهم في الأعياد الإسلامية كالأضحى والفطر وغيرها، ووفقا للمرويات فإن الفولانيين هم كلمة السر في انتشار الإسلام بجامبيا وأوائل الذين أدخلوا الإسلام بمناطق غرب إفريقيا. سبب أخر وراء إعلان البلاد إسلامية؛ فالعام الماضي حذر مدير معهد النور الإسلامي الجامبي، من افتقار الدولة لوسائل الإعلام الإسلامية؛ مؤكدًا أن مسلمي جامبيا – رغم أغلبيتهم الساحقة – لا يملكون وسائل إعلام أوبرامج دينية بخلاف الأقلية المسيحية. وتتميز جامبيا بحرية تخيير مواطنيها في عقيدتهم فكذلك على الصعيد السياسة لا تتبع الدولة مبدأ الانحياز لقوى عظمى ما؛ بل تتبع مبدأ عدم الانحياز، وحافظت على صلات قوية مع بريطانياوالسنغال ودول أفريقية أخرى، ومنذ عام 1995 أقامت علاقات دبلوماسية مع دول أخرى منها ليبيا وتايوان وكوبا؛ بل إنها تقوم بدور نشط في الشئون الدولية؛ خاصة في غرب أفريقيا والشؤون الإسلامية، ولأنها عضوا في المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، قامت بدور بارز في تسوية الحروب الأهلية بدول ليبيريا وسيراليون وتوسطت في الاشتباكات بغينيا بيساو المجاورة ومنطقة كازامانس السنغالية. ويحب المواطن الجامبي الموسيقى والرقص، ويتركز السكان بشكل عام في النواحي الغربي؛ لتوفر مناطق الإنتاج والعمل، وتعتبر الماندنكا أهم القبائل في البلاد والتي تمثل 40 % من السكان ويمتهنون التجارة والزراعة، وتمتد أراضي الدولة على هيئة لسان أرضي، نشأ بفعل فيضانات النهر الذي يعبرها طولا ويمتد ل 300كم ولا يزيد أقصى عرض له عن 50 كم، ينبع من دولة غينيا.