لم تعد المناوشات الكلامية والتلاسن والمعارك الجانبية بين بعض الإعلاميين داخل الغرف المغلقة، بل انتقلت في ظل الحالة الراهنة التي يعيشها الإعلام إلى حد شاشات التلفزيون وأمام مرأى ومسمع الجميع. وفي واقعة دائمة التكرار على الشاشة الصغيرة، نشبت مشادة كلامية حادة بين الإعلاميين عمرو أديب وخالد صلاح على الهواء مباشرةً، أثناء تقديم الأول برنامج "القاهرة اليوم" عبر فضائية "اليوم" أمس الثلاثاء. بداية المشادة بين أديب وصلاح نشبت المشادة، التي استخدمت فيها الألفاظ الخارجة على خليفة كتابة صلاح مقالاً ينتقد فيها الإجراءات الأمنية بمحافظة شمال سيناء عقب الانفجار الذي وقع صباح أمس الثلاثاء، وأسقط أربعة شهداء "مستشاران وشرطيان" بمدينة العريش، حيث نشر المقال بصورة شخصية ل"خالد صلاح" وهو يضحك. أديب انتقد هذا الأمر قائلاً: "اللي ميشوفش يبقى أعمى القلب مش العين، إنت مبتشوفش يا خالد؟ يا أخي نخلي عندنا دم ونحس بقى، البلد مش مستحملة خالص، يا أخي عيب والله، مش عارف إنت بتعرف تقرأ ولا لاء، يا أخي عيب كده يا خالد، لازم يكون في حدود عن كده، الإرهاب مستني ده، عيب يا حبيبي، ما تكبروا بقى يا جماعة، البلد مش مستحملة، هو في أكتر من كده، نعمل إيه يا أخي، حتى الموقع بتاعك معندهمش مسؤولية وحاطين لك صورة وإنت بتضحك، فين المهنية، بلاش حتى يا أخي في يومها تهاجم". ردَّ صلاح على أديب، خلال مداخلة مع البرنامج بالقول: "كان ممكن أرد في حتة تانية لكن أصريت أرد هنا"، فقال أديب: "رد في حتة تانية يا أخي"، فعلق صلاح: "يا عمرو بلاش تزايد على وطنيتي، وبلاش نمسك لبعض على الوحدة، قراءتك غلط للموضوع وأنا من حقي أرد"، فقال أديب: "أنا مش بزايد بس ده كلام مستفز، دي صورة تحطها في الموقع وإنت بتضحك والناس ميتة، يا عم ده أنت رئيس تحرير، وبعدين إنت مش داخل على الهواء بمزاجك، ما أنا إللي مدخلك"، فرد صلاح: "دي مهنية كده؟"، فعلق أديب: "وإنت اللي عندك مهنية يا راجل". وحاول خالد صلاح أثناء المداخلة الهاتفية الدفاع عن نفسه، مستشهداً بانتقاد الإعلام للتقصير الأمني في "هجمات باريس"، ما رفضه أديب وتساءل متعجبًا: "مش في ليلتها يا أخي". الأمر تطور حينما طلب صلاح من أديب عدم المزايدة على وطنيته، وقال صلاح: "ده نقد جارح وتجاوز وخروج عن الأدب لا أقبله"، فرد أديب: "إنت متقيمنيش.. إما تعرف تبقى رئيس تحرير موقع ابقى تعالى اتكلم عن المهنية، وأنا مؤدب ومهني أكتر منك، تقبل كلامي ولما متقبلوش، بلاش قرف، متخلينيش أتكلم عن علاقتك مع خيرت الشاطر وأفتح وأطلع القديم". ضياء رشوان ورانيا بدوي يتدخلان لتهدئة الأزمة حاول ضياء رشوان ورانيا بدوي، الذين تواجدوا أثناء اللقاء، التدخل لتهدئة النقاش إلا أنَّ صلاح نقل المعركة إلى ساحة قتال أخرى. صلاح ينقل القتال ل"فيسبوك وتويتر" انتقلت المعركة بين أديب وصلاح إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشر صلاح مقطع فيديو قديم لأديب ينتقد فيه دور في حماية الوطن من العمليات الإرهابية، مرفقًا برابط للحلقة، معلقًا بالقول: "سبحان الله". ويعود الفيديو إلى شهر أبريل الماضي، عقب تفجير قسم شرطة العريش، حيث انتقد فيه عمرو أديب قوات التأمين، وقال صلاح، مع نشر الفيديو: "عمرو أديب يهاجم الأمن وينتقد الثغرات الأمنية ويطالب بالتحقيق في تسلل السيارات المفخخة بعد انفجار قسم ثاني العريش.. صباح الفل.. سبحان الله". صلاح نشر عبر حسابه على "تويتر"، صورةً لخبر عن زوجة أديب الإعلامية لميس الحديدي على موقع "اليوم السابع" الذي يترأس تحريره، بعنوان: "بالفيديو.. لميس الحديدي منتقده تأمين قضاة العريش: "لازم يبقى في محاسبة"، معلقًا: "نفس الكلام اللي عمرو افتعل الخناقة بسببه زميلتي لميس قالته في حلقتها النهاردة بالنص وعمرو قاله في حادثة العريش". صلاح فاجئ المتابعين بحذف التغريدة وكذا حذف "خبر لميس الحديدي" من الموقع، وبعد مرور دقائق، فوجئ المتابعون بصلاح ينشر مقطع فيديو يوضِّح الآراء المتناقضة لعمرو أديب معلقًا عليها: "عمرو أديب يهاجم الأمن وينتقد الثغرات الأمنية ويطالب بالتحقيق فى تسلل السيارات المفخخة بعد انفجار قسم ثاني العريش". مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بعد الأزمة أبدت مواقع التواصل اهتمامًا بالواقعة،حيث نشرت حسابات كثيرة فيديو التراشق، وتبنى بعض المعلقين، نظرية "بص العصفورة"، حيث قالت إحدى المدونات "تدعى رانيا": "انا مش مصدقه الخناقه اللى بين عمرو أديب وخالد صلاح الناس دي معندهاش ضمير اصلا عشان يبقى عندها مبادئ يتخانقوا عليها"، ووافقتها منى فكتبت: "مفيش كلمة بتتقال في الإعلام المصري غير من الورقة اللي كاتبها لهم بتاع الشؤون المعنوية فا ما يخيلش عليكم وصلة الردح بتاعة عمرو أديب". الكاتب تامر أبو عرب هاجم الإعلامييْن الاثنين في تدوينة مطولة على حسابه على "فيسبوك" ختمها بقوله: "المطبلين والمهملين يتقاسمون المسؤولية مع الإرهابيين عن دماء سالت وتسيل في مصر وعمرو أديب اللي كان بيعمل لابنه إجراءات السفر لبريطانيا عشان يعيش ويدرس هناك في نظام تعليم وحياة آدمية بحاول يقنعنا أن الأوضاع في مصر فلة شمعة منورة".