علام اختلف عن الفايد بتمسكه بوجود اللاعبين المصريين فى محاولة لرد الدَّيْن إلى مصر نجاح المصريين فى هال سيتى بعد صعود الفريق إلى الدورى الإنجليزى بعد احتلال المركز الثانى بدورى الدرجة الأولى، كان الحدث الأبرز على اهتمامات وسائل الإعلام الإنجليزية، بعدما لعب المصريون دورا كبيرا فى عودة الفريق إلى البريمرليج باعتراف الجماهير الإنجليزية، وجماهير النمور السوداء، خصوصا أن التأهل جاء بفضل عاصم علام رئيس النادى رجل الأعمال المصرى، ووجود الثلاثى أحمد المحمدى وأحمد فتحى ومحمد ناجى جدو فى الفريق، رغم أن الثلاثى انضموا هذا الموسم على سبيل الإعارة. وصعود هال يرتبط بقصة كفاح كبيرة بطلها المصرى عاصم علام الذى رفع اسم مصر فى الملاعب الإنجليزية، وتحديدا فى مدينة هال، ولم يكن غريبا أن نجد وسائل الإعلام المصرية فى جميع مباريات الفريق، خصوصا بعد انضمام جدو وفتحى، فكل المباريات كانت تتابع بشكل كبير من جانب الجماهير المصرية، خصوصا الأسابيع الأخيرة، كأن المنتخب المصرى هو طرف المباريات، بعيدا عن أنه ناد إنجليزى يلعب له 3 لاعبين ورئيس مصرى. قصة كفاح علام مع هال بدأت بعدما تراكمت ديون نادى هال سيتى والأزمات المالية المتلاحقة التى مرت به منذ هبوطه من الدورى الإنجليزى لدورى الدرجة الأولى موسم 2010- 2011، لم يجد رجال الأعمال المصرى عاصم علام سوى التدخل لإنقاذ النادى القاطن فى شمال لندن، خوفا من دخوله دائرة النسيان، أسوة بالأندية الكبرى فى الكرة الإنجليزية التى ضلت الطريق ولم تجد من ينقذها مثل ليدز يونايتد ونونتنجهام فورست وكوفنترى وديربى كاونتى وبورتسموث، وهو ما جعل علام يدخل عالما جديدا بعد أن نجح فى امتلاك حصة الأغلبية من أسهم النادى قبل أن يمتلك حصة النادى بأكملها ليبدأ مشوار النجاح وإنقاذه بعد أن دفع ديونه البالغة 30 مليون جنيه إسترلينى، وتحمل علام بمفرده عبء إعادة هال سيتى مرة أخرى إلى بريقه المفقود، خصوصا أنها التجربة الأولى له فى دنيا الرياضة، بعد أن كانت كل مشاريعه فى المدينة الساحلية بالاستثمارات المختلفة. وبدأ عاصم علام قصته بعد نكسة يونيو 1967 وتحديدا عام 1968، عندما هاجر إلى إنجلترا واستقر فى مدينة هال وبدأت مشاريعه الاستثمارية فى المدينة الساحلية قبل أن يتحول إلى ملكية أهم موانى المدينة من خلال مشاريعه وأعماله الخيرية فى المدينة وصلت شهرته إلى حد يفوق الوصف فى مدينة هال، ويذكر أن عاصم علام هو شقيق جلال علام رئيس اتحاد الإسكواش المصرى السابق وصاحب برنامج مواقف وطرائف. واختلف علام عن رجل الأعمال المصرى محمد الفايد، رئيس نادى فولهام، بعد توليه رئاسة هال، بعد أن عرف طريقه للاعبين المصريين، عكس الفايد الذى تجاهل اللاعبين المصريين رغم تألقهم فى أندية أوروبية، ولم يفكر محمد الفايد فى استقطاب أى لاعب مصرى لنادى فولهام، رغم فوز مصر ببطولة إفريقيا 3 مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 تحت قيادة حسن شحاتة. واستمر الفايد فى عناده لاستبعاد اللاعبين المصريين، رغم أنه فى وقت من الأوقات شهد وجود أكثر من لاعب مصرى فى البريمرليج، وتألقوا بشكل لافت للنظر، مثل ميدو وحسام غالى وعمرو زكى ومحمد شوقى، حتى أبرز اللاعبين الذين نجحوا فى إنجلترا مثل ميدو الذى تألق مع توتنهام وميدلسبره وويجان، لم يفكر الفايد فى ضمه رغم تعاقده مع عدد من اللاعبين الأعلى سعرا فى أوروبا، مثل المهاجم البلغارى برباتوف، وهو الأمر الذى يطرح أكثر من علامة استفهام حول الفارق بين علام والفايد. وكانت بداية تفكير علام اللجوء إلى مصر ومحاولة رد الجميل إلى الكرة المصرية، بعد أن بدأ فى تغيير سياسته بخصوص استقطاب المصريين فى النادى الذى يملكه، وكانت البداية التعاقد مع عمرو زكى على سبيل الإعارة مع نادى هال سيتى عام 2010، فى محاولة لتقديمه مرة أخرى إلى الكرة الإنجليزية بعد فشله فى تكملة مشواره مع ويجان، ورغم عدم نجاح زكى لم ييأس علام، وحاول البحث عن المواهب المصرية، بعد أن قرر بناء فريق جديد هدفه فى البداية إعادة هال نحو الطريق الصحيح. وبدأ عاصم علام مشواره الناجح بالتعاقد مع ستيف بروس الذى اشتهر بحبه للاعبين المصريين، فنجح بروس فى الموسم الأول فى إعادة الاستقرار إلى النادى، قبل أن يعيده مرة أخرى إلى الدورى الإنجليزى بفضل المجهود الكبير الذى قدمه طوال الموسم الحالى، بعد أن بدأه بالتعاقد مع أحمد المحمدى الذى ظل أسيرا لدكة البدلاء من قبل المدير الأيرلندى مارتن أونيل فى سندرلاند، فجاء على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم، ومرشح بقوة للانتقال بشكل نهائى بعد صعوده إلى البريمرليج. وتألق المحمدى جعله يفكر بجدية فى استقطاب عدد آخر من اللاعبين المصريين، وعرض الأمر على بروس الذى وقعت عيناه على ثنائى الأهلى محمد ناجى جدو وأحمد فتحى، بعد تألقهما مع الأهلى ومساهمتهما فى حصوله على لقب دورى أبطال إفريقيا. الجدير بالذكر أن علام فاوض أبو تريكة فى العام قبل الماضى للانتقال لهال، لولا تمسك إدارة الأهلى ببقاء لاعبها المفضل. ولم ينس علام مصر بعد أحداث بورسعيد بعد أن تقدم لمساعدة أهالى الضحايا، وأقام توأمة مع النادى الأهلى، وعرض إقامة مباراة ودية بين الأهلى وهال، يخصص دخلها لأهالى مذبحة بورسعيد، فى واقعة لم يهتم بها كثيرون لرغبة رجل الأعمال المصرى استثمار الأمر كمحاولة من جانبه لتقديم يد المساعدة. وجاءت نجاحات الثلاثى المصرى مع هال لتكتب فاصلا جديدا فى مشوار المحترفين المصريين بأوروبا، بعد أن صعدوا إلى الدورى الممتاز من خلال وجود مدرب إنجليزى يعرف تماما قدرات اللاعبين المصريين تحت رئاسة رجال أعمال مصرى يهدف ويطمح بالوصول إلى المدربين المصريين لأكبر الدرجات مع اعتراف الإنجليز أنفسهم بتفوق هال بفضل المصريين من خلال الرئيس عاصم علام والثنائى أحمد المحمدى الذى حصل على لقب أفضل لاعب من قبل جماهير النمور، بجانب أهداف جدو التى أسهمت فى احتلال هال المركز الثانى قبل إصابته الأخيرة التى كانت السبب الرئيسى فى غيابه عن هال سيتى. عاصم علام، رجل أعمال مصرى بريطانى، نجح فى فرض نفسه على الأوساط الإنجليزية، ليس لكونه رئيس نادى هال فقط، بل لمشاريعه واستثماراته الناجحة فى بلاد الضباب، ويكفى أنه حصل على جائزة أحسن رجال أعمال فى بريطانيا مرتين عامى 2006 و2008، وهى الجائزة التى تسلمها من ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية.