تكريم إلهى، اصطفاء ربانى، من الله -عز وجل- لسيدنا المسيح عليه السلام «إذ قال الله يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلىّ ومطهرك من الذين كفروا» الآية: 55 من سورة آل عمران. «والسلام علىّ يوم وُلدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا» الآية: 33 من سورة مريم. «ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدًا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم» الآية: 117 من سورة المائدة. «وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين» الآية: 45 من سورة آل عمران.. وتوقير نبوى محمدى، صلى الله عليه وسلم «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم». ومن الاختصاصات المتفق عليها -فى الجملة- فى الشريعتين المسيحية والإسلامية: - تعيين شخص سيدنا المسيح -عليه السلام- فالشخص واحد لدى المسيحيين والمسلمين بخلاف اليهود المنكرين لشخصه الكريم. - «رفْعُه» إلى السماء عند المسلمين، مع خلافٍ تفسيرىّ: هل الرفع بالجسد والروح معًا؟ أم بالجسد فقط؟ أم بالروح فقط؟ أم رفع مكانةٍ؟ آراء لأئمة العلم منهم الألوسى والرازى وابن حزم، والأساتذة محمد عبده، ومحمد رشيد رضا، ومحمد أبو زهرة، والمراغى، ومحمد الغزالى، وعبد الوهاب النجار، وسيد قطب، ولكلٍّ وجهة إلا أن الاتفاق على «الرفع». ومقابل «الرفع» عند المسلمين «القيامة» عند المسيحيين على اختلاف فى التفاصيل. - مجيؤه قبل يوم القيامة «حَكمًا مقسطًا» عند المسلمين، و«مخلِّصًا» عند المسيحيين، على اختلاف فى الأوصاف. لقد أحاط الإسلام شخصية المسيح -عليه السلام- ودعوته بالثناء الطيب، فلقد دعا السيد المسيح -عليه السلام- إلى الصلة المباشرة بين الله -سبحانه وتعالى- والخلق، وتكلم عن ملكوت الله -عز وجل- المفتوح لجميع الصالحين (إنجيل متى 5: 45) وحضّ على الزهد والتسامح (لوقا 6: 28، متى 5: 38- 41). ووصايا الإسلام باتباعه فى كتاب الله -تبارك وتعالى- وأخبار نبىّ الإسلام سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- والتطبيقات العملية من استضافة نبىّ الإسلام -صلى الله عليه وسلم- لوفد نصارى نجران بمسجده بالمدينة، ونهيه عن إيذاء رجال الشريعة المسيحية سلمًا وحربًا بما يعد «حصانة» تحفظ «دماءهم وأموالهم وأعراضهم» وعدم التعرض لمعابدهم، وإنصاف مظلومهم «من آذى ذميًّا أو معاهدا أو انتقصه حقه فأنا حجيجه يوم القيامة»، ومقولة أمير المؤمنين عمر -رضى الله عنه- بحقهم: متى استبعدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا. لشركاء الوطن الحبيب مصر، للحمة الكيان الوطنى المصرى، للنسيج المتداخل، للمسيحيين وهم يرددون كما رددت الجنود السماوية للرعاة السوريين عند مولد سيدنا المسيح -عليه السلام: الحمد لله فى الأعالى، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة، خالص التهانى وصادق الأمانى بمواسمهم، إنفاذًا وإعمالًا «أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» سورة الممتحنة، «ستفتح لكم مصر من بعدى فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم فيكم ذمة ورَحِمًا». للشعب المسيحى، لمواطنى مصر وللرتب الكنسية تهانى وأمانى من صمام الأمن المتعافى «الأزهر الشريف».