يقوم الرئيس الصيني، شي جين بينج، في الفترة ما بين 20-23 أكتوبر الحالي، بزيارته الرسمية الأولى إلى بريطانيا، بعد مرور 10 سنوات على الزيارة الصينية الرسمية الأخيرة لرئيس صيني. ينظر إلى هذه الزيارة ك"تأسيس لعصر ذهبي من العلاقات الثنائية بين البلدين"، كما أنه يأتي بعد أسبوع من زيارة وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن الصين لتعزيز العلاقات الاقتصادية والمالية. وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تقرير بعنوان "الصينوبريطانيا.. مؤشرات علاقة استثنائية جديدة"، إلى أن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس صيني إلى بريطانيا، كانت تلك عندما ذهب الرئيس الصيني "هو جين تاو" في 2005 وتم استقباله باحتجاج صاخب من قبل حقوقيين ومنتمين للتبت. وتابعت "الشبكة الأمريكية" أن زيارة الرئيس الصيني إلى بريطانيا التي تبدأ غدًا الثلاثاء، تتزامن مع خلافات الولاياتالمتحدةوالصين حول عدد من القضايا، مستطردة أن بريطانيا، أقرب حلفاء أمريكا، لم تكن منتقدة بشكل كبير لبناء الصين جزيرة في بحر جنوبالصين، والأمن الإلكتروني، على عكس الولاياتالمتحدة، فضلًا عن أن بريطانيا كانت أولى الدول الغربية التي دعمت بثقل الصين إلى البنك الدولي. وقال "كيري براون" أستاذ السياسة الصينية في جامعة سيدني، ودبلوماسي بريطاني سابق، لسي "إن إن": إنه "على السياسيين البريطانيين العمل بكد للسيطرة على انطباع زيارة الرئيس الصيني، والتعامل جيدًا مع ما قد يعتبر "لحظة غير لائقة بعض الشئ" في العلاقات البريطانية الأمريكية. وأضاف "ستكون الولاياتالمتحدة قلقة حيال الجهد الشاق الذي بذلته في النقاش الجاد مع زعماء الصين"، متابعًا: "لكن طالما في إمكان بريطانيا القول إنها تخلق علاقة اقتصادية أكثر استدامة وتعادل مع الصين، وأنها ستجري حوار ذي جودة أفضل مع الصين حول قضايا أخرى، فهذا أمر يمكن أن يتغلب عليه الأمريكيون والبريطانيون على حد سواء". وعلى الصعيد الآخر، يتبنى الصينيون الثقافة البريطانية بقدر كبير من الشغف، على حد تعبير "سي إن إن"، أصبحت لندن ملاذًا للشباب المقبلين على الزواج لالتقاط صور الزفاف، بالإضافة إلى أن العائلات الصينية الثرية ترسل أبنائها للتعلم في المدارس البريطانية، بعد أن أسست أشهر الجامعات البريطانية مقرات لها في الصين. وأخيرًا قالت الشبكة الأمريكية: إن "الصينوبريطانيا لم يكونا أفضل الأصدقاء باستمرار، فطالما أزعجت هونج كونج التي كانت مستعمرة بريطانية حتى 1997، العلاقة مع بريطانيا، ومؤخرًا توترت العلاقات بعد لقاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع الدالاي لاما، زعيم التبت، في 2012. ومنذ أقل من عامين، وصفت وسائل الإعلام الصينيةبريطانيا ب"الإمبراطورية المتندية القديمة" و"مجرد دولة أوروبية قديمة مناسبة للسفر والدراسة". لكن منذ ذلك الحين فكرت القيادات البريطانية في المنافع الاقتصادية التي ستأتي بمقارنة بتلك عند الضغط على الصين فيما يتعلق بحقوق الإنسان. ووفقًا ل"معهد أميركان إنتربرايز"، وصل معدل الاستثمار الصيني في بريطانيا إلى 8.5 مليار دولار العام الماضي، مقارنة ب510 مليون دولار في 2011، وربما تكون مزيد من الصفقات على مائدة المناقشات هذا الأسبوع بين الدولتين، بحسب سي إن إن. وتشير تقارير إلى أن الصين ستأخذ حصة من منشأة الطاقة النووية البريطانية الأولى خلال 3 عقود، وتستثمر في مشروع سكك حديدية فائقة السرعة.