"تدخل سيارات من أنواع الدفع الرباعي في طابور عرض طويل عليها عدد من الأشخاص الملثمين حاملين بيد علم أسود عليه "لا اله الا الله" و باليد التانية سلاح.. إنها سيارات "تويوتا" من نوعي "هيلوكس" و"لاند كروزر"، والبندقية هي "كلاشنكوف"، هم أسلحة "داعش" المفضلة، ولكن من أين حصل التنظيم على هذه الأدوات؟!! وزارة المالية الأمريكية، طلبت معلومات من الشركة عن كيفية حصول “داعش” على الكثير من سياراتها؛ لأن معظم تحركات التنظيم بهذا النوع من السيارات، واستجابت ثاني شركة رائدة في مجال السيارات حول العالم، لطلب واشنطن وأطلعتها على على مسارات توريد منتجها. لماذا تقبل داعش على هذا النوع من السيارات تحديدا؟ يقول محللون، إن هذا النوع من السيارات مناسب جدا لإيقاع داعش السريع، فهي ممتازة في الظروف الصحراوية والجافة والترابية، لديها الكثير من الصلابة، وبإمكانهم أيضا وضع أي نظام للأسلحة، من قاذفة قنابل إلى مدفع رشاش، فمن السهل تعديلها لتوضع المعدات في الخلف. تاريخ سيارات التويوتا مع المنظمات المتطرفة كانت حركة طالبان السباقة لاستخدام سيارات من صنع "تويوتا" في التسعينات في أفغانستان، كما تلفت إلى ذلك "مؤسسة السلام العالمي" الأمريكية، علما أنها كانت السيارات المفضلة من قبل زعيم التنظيم وقتها أسامة بن لادن والمحيطين به، حسب صحيفة "نيويورك تايمز". كيف تصل السيارات ل"داعش"؟ السيناريو الأول: التنظيمات الإرهابية قوية بما فيه الكفاية ولديها قواعد بيانات ضخمة، فيمكنها شراء ما تريده من السيارت بهوية غير هويتها الحقيقية. وهذا استنتاج لما جاء به رد الشركة اليابانية للسيارات، "أنها لا تعلم كيف حصلت "داعش" على هذه الشاحنات، وأنها تشدد الإجراءات لعدم الحصول على السيارات بطرق غير قانونية أو بيعها لمن يستخدمها في عمليات عسكرية مشتبه بها، وإنها تدعم التحقيق الذي تقوم به وحدة تمويل الإرهاب بوزارة الخزانة الأمريكية، ضمن الجهد الأمريكي الموسع لمنع وصول المنتجات الغربية إلى يد الجماعة الإرهابية"، وفقا لما ذكرته صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية. السيناريو الثاني: غنائم.. فلا طريق لحصول التنظيم الإرهابي على هذه السيارات في سوريا، بعدما علق وكيل الشركة في سوريا مبيعات السيارات عام 2012، وهذا وفقا لما ذكرته شركة السيارات نفسها، فقد يكون بعضها عسكري أثناء خوض الحروب وبعضها مدني وبعضها يقع في أيديهم مما تبعثه الدول الخارجية تمويلا للمعارضة، والشئ نفسه ينطبق على الأسلحة خاصة الكلاشنكوف. ووفقا للتقارير، العراق ارتفعت فيها نسبة بيع شاحنات "تويوتا" من هذين النوعين في السنوات الأخيرة ابتداء من 2011 تحديدا. مطالبات بجدية التحقيقات قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي، إن تصريحات صحفية سابقة لمسؤولين غربيين، تؤكد أن السلطات الأمريكية والبريطانية نفسها قامت بتزويد المعارضة السورية بسيارات "تويوتا"، معربة عن استغرابها بشأن مطالبة واشنطن شركة "تويوتا" بتقديم توضيحات بشأن وقوع سيارات من هذا النوع في أيدي مسلحي "داعش". ودعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، الولاياتالمتحدة إلى إجراء تحقيق حقيقي بهذا الشأن بدلا من تأليف "قصص" حول سقوط صواريخ مجنحة روسية في إيران. وأوضحت زاخاروفا، أن وقوع سيارات "تويوتا" في أيدي الإرهابيين، مثال واضح لما يحدث للمساعدات الغربية للمعارضة السورية، مؤكدة أنه "لا يوجد أي ضمان ولا يمكن أن يكون ضمان لدى أحد" بعدم وقوع منظومات صواريخ محمولة تحدثت عنها وسائل إعلام غربية بأيدي الإرهابيين.