علَق الكاتب البريطاني روبرت فيسك، على زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إلى لبنان، والتي التقى فيها نظيره اللبناني وتفقد مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة البقاع، بقوله إنها "لم تتعدى كونها تمرينًا على لفت الأنظار"، موضحًا: أن "رحلات العلاقات العامة" من هذا النوع مألوفة جدًا بالنسبة للبنانيين. وتابع "فيسك" في مقاله الساخر بصحيفة الإندبندنت البريطانية، قائلًا: "إنه يوجد حوالي مليون ونصف لاجئ في لبنان، جميعهم سوريين، وجدوا أن لبنان أكثر أمنًا من البقاء في بلدهم". وأضاف: "أن رئيس الوزراء البريطاني، الذي أشار إليه فيسك في مقاله ب"ديف العلاقات العامة"، قابل رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، الذي عرض على كاميرون أعدد اللاجئين، وتساءل: "أكان يتطلع إلى أن العلاقات العامة ستأخذ عددًا أكثر قليلًا؟". واستطرد الكاتب البريطاني: "أن مليون ونصف هو عدد كبير، ويعتبر الآن ربع عدد شعب لبنان تقريبًا"، متسائلًا: "لكن هل حاول ديف التوصل إلى سبب تواجد كل هذا العدد من اللاجئين في لبنان؟"موضحًا: "نعلم جميعًا أن لبنان تبعد ميلًا فقط عن الحدود السورية، ونعلم جميعًا أن العلاقات العامة يمكن أن تكون هناك، لكن فيما كان يفكر كاميرون عندما ذهب إلى الجانب الآخر من الحدود؟". "البريطانيون" لا يريدون خوض حربًا، لكن هل لدى كاميرون أدنى فكرة حول كيفية إعادة سوريا مرة أخرى؟، بحسب فيسك. وأفاد أن "سلام" يريد أن يعود هؤلاء اللاجئون مرة أخرى إلى بلادهم يومًا ما، وتساءل مرة أخرى: "هل درَب سلَام 5 آلاف جندي لبناني لحراسة اللاجئين؟ لنزع أسلحة حزب الله؟". وأشار الكاتب إلى فكرة إنشاء أبراج على الحدود التي ذكرها كاميرون، بقوله: "توجد مشكلة صغيرة وهي أن أعداء حزب الله لا يريدون هذه الأبراج - داعش من أتحدث عنه، وأظهر داعش بالفعل ما يفكر فيه حيال الجنود اللبنانيين، بقتله العديد منهم". وتابع أن الشئ الآخر الذي أراد كاميرون لفت الأنظار إليه في لبنان، بعيدا عن اللاجئين، أن اللبنانيين اعتادوا على هذه الرحلات، لكنهم أخذوا مليون ونصف لاجئ وهو عدد أكبر من العدد الذي يمكن أن يأخذه رئيس الوزراء البريطاني على الإطلاق. واختتم "فيسك" مقاله: "أنه لا أحد يدري متى ستُحلِق أول مجموعة من اللاجئين السوريين إلى بريطانيا"، مضيفًا:"أن هذه المجموعة لن تخفف كثيرًا من العبء على عاتق لبنان".