على خلفية أزمة اللاجئين السوريين إلى أوروبا، وما يتردد حول سيناريو عسكري أمريكي – فرنسي – بريطاني في سوريا، صدر تصريحان من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس وضعا روسيا أمام اختيار صعب بين أوكرانياوروسيا. ما اعتبره المراقبون انتهاج لسياسة "العصا والجزرة" الأمريكية. لقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الخلافات بين باريس وموسكو حول الأزمة الأوكرانية يجب ألا تعيق تعاون الجانبين في تسوية القضايا الأخرى، بما في ذلك الأزمة السورية. وقال فابيوس في مقابلة مع إذاعة "RTL" إنه يجب عدم الخلط بين المشاكل الموجودة وإلا فإنه سيكون حلها مستحيلا. وفي الوقت نفسه، أكد أنه يمكن إيجاد حل يشمل ممثلي المعارضة وعناصر من النظام الحالي وليس الرئيس السوري بشار الأسد نفسه، مشيرا إلى أن ذلك هو ما يبحثه الجانب الفرنسي مع أطراف المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا وإيران. من جهة أخرى، نقلت صحيفة "لوباريزين" الفرنسية عن فابيوس دعوته دول الاتحاد الأوروبي للمشاركة في دعم اللاجئين وتقديم مساعدات إلى تركيا ولبنان والأردن والعراق، وهي الدول التي تستضيف الملايين من اللاجئين السوريين. وقال فابيوس إن فرنسا خصصت 100 مليون يورو وستخصص المزيد من أجل دعم اللاجئين. كما دعا إلى الحفاظ على التنوع الثقافي لمنطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي سيستفيد في حال هروب جميع اللاجئين إلى أوروبا. وفي نفس السياق تقريبا أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في وقت سابق، أن باريس ستدعو إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا في حال استمرار التقدم في تسوية الأزمة الأوكرانية. وقال هولاند يجب تنفيذ اتفاقات مينسك قبل نهاية العام الحالي، مؤكدا ضرورة تنفيذها بالكامل، بما في ذلك إجراء انتخابات محلية ووضع قوانين تتعلق بالحكم الذاتي وإقامة نظام لامركزي في شرق أوكرانيا. كما أكد أنه سيتخذ إجراءات لرفع العقوبات في حال انتهاء هذه العملية. من جهة أخرى قال هولاند إن باريس تدعو لعقد اجتماع لزعماء مجموعة "رباعية نورماندي" (روسيا وألمانيا وفرنساوأوكرانيا) في باريس قبل انطلاق دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن وزراء خارجية الرباعية سيجرون مشاورات بهذا الشأن في الأيام القريبة المقبلة. من جانبه أعلن وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين أن وزراء خارجية "رباعية نورماندي" قد يعقدون اجتماعا الأسبوع الحالي. وقال كليمكين عقب مباحثاته مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج في بروكسل إن الاجتماع قد يعقد قبل نهاية الأسبوع، وسيتوقف ذلك على نتائج مشاورات مينسك. ومن جانب روسيا، فقد أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الاستقرار قد تحقق في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا إلى حد ما بعد وقف القصف هناك منذ الأول من سبتمبر الجاري، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن غيره من بنود اتفاقات مينسك لا تنفذ. وأوضح أنه ما زالت هناك مماطلات في النقاط الجوهرية للاتفاقات، خاصة الجوانب الاقتصادية والقانونية مثل الانتخابات المحلية والعفو العام.