اعرب وزير الخارجية محمد عمرو اليوم، عن استعداد مصر على الدخول فى تعاون ثلاثى مع الدول، والجهات المانحة لإنشاء محطات للكهرباء ومدارس وعيادات طبية فى اقليم دارفور. وقال فى كلمته امام مؤتمرإعادة إعمار وتنمية دارفور بالدوحة والتى تم تعميمها بالقاهرة «أن تجارب التعاون الثلاثى أثبتت نجاحاً كبيراً فى مختلف أنحاء القارة الأفريقية». واضاف «آمنت مصر منذ البداية أن قضية دارفور تعد فى الأساس قضية تنمية وإعمار، وأخذت فيما بعد أبعاداً سياسية وقبلية واجتماعية، وان معالجة جذور الأزمة تتطلب التركيز على رفع معدلات التنمية وتحسين مستوى معيشة أبناء دارفور، ومن هذا المنطلق لم تدخر مصر جهدًا في تأييد أية مبادرات لإقرار سلام شامل ونهائي في إقليم دارفور وتهيئة الأجواء لتنفيذ مشروعات التنمية». وقال: «ان مصر رحبت بما تحقق من تطور إيجابى على طريق تنفيذ اتفاق سلام الدوحة في المسارات الأمنية والإنسانية والسياسية ووفاء الحكومة السودانية بجانب من التزاماتها المالية رغم المصاعب الاقتصادية التى يعيشها السودان، كما رحبت بنتائج مؤتمر العودة الطوعية يومى 25 و26 مارس الماضى في نيالا بجنوب دارفور». واكد أن استقرار وتنمية دارفور هو الضمانة الحقيقية الوحيدة لعودة اللاجئين والنازحين إلى قراهم ومدنهم، وتأهيل البنية التحتية، وتوفير البيئة المناسبة لتنفيذ المشروعات التنموية وإيصال الخدمات والمساعدات لمستحقيها داخل دارفور. واضاف وزير الخارجية «أنني على يقين بأن عودة أبناء السودان إلى أوطانهم هى الخطوة الأولى لخروج هذا البلد الشقيق من مأزقه ومشاكله، لأن دروس التاريخ علمتنا أن نهضة الأوطان ليس لها أن تتم من دون تضافر سواعد أبنائها من أجل خوض ملحمة الاستقرار والتنمية. واشار الى ان مصر دعمت وسوف تدعم أي جهد إقليمي أو دولي يصب في اتجاه تحقيق الاستقرار والتنمية في دارفور، حيث شاركت مصر منذ البداية بقوات في بعثة حفظ السلام فى دافور، وأقامت قافلة طبية تقدم الرعاية الصحية والدواء لأبناء الإقليم بتكلفة تقدر بحوالى 20 مليون جنيه، كما قدمت مساعدات غذائية ودوائية بلغت قيمتها 5ر9 مليون جنيه، وقامت بإيفاد عدد من القوافل الطبية المتخصصة لتقديم العلاج لأبناء المنطقة، وأوفدت منذ عام 2009 عدد 38 طبيباً مصرياً، تم توزيعهم علي المستشفيات الرئيسية بعواصم دارفور الثلاث، كما قامت بإنشاء مستشفى ميداني في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور يعمل بها 18 طبيبا مصريا، وتعهدت مصر بحفر 40 بئراً للمياه، وقامت بحفر 11 بئراً منها بتكلفة 7 ملايين جنيه، وقدمت مصر منح دراسية ودورات تدريبية في مجال الإدارة والزراعة ومستعدة لتنظيم دورات في مجال الزراعة والكهرباء. وشدد على ان مصر ستواصل التنسيق مع الحكومة السودانية والسلطة الإقليمية فى دارفور لتحديد المشروعات التى يمكن لمصر المساهمة فيها فى إطار الجهود الراهنة لإعادة إعمار وتنمية دارفور.