«البنتاجون» يؤجِّل اختبار صاروخ باليستى تفاديًا لغضب كيم.. وكوماندوز كورى شمالى جاهز لاجتياح الجنوب عبر الأنفاق الشاب كيم يونج أون الذى لم تتجاوز سنه ثلاثين عاما، ربما يبدو كمن أخذته العزة بالإثم، بتهديده الولاياتالمتحدة بضربة نووية، وربما يختلف المحللون فى أرفع الدوائر السياسية والاستخباراتية حول حقيقة شخصيته، وما يمكن أن يذهب إليه، لكن الحقيقة الواضحة التى تجعل الجميع، وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة، يتوقفون طويلا قبل أى تحرك، هى أن «الصغير يحمل قنبلة نووية»! بل إن حليف كوريا الشمالية التاريخى، الزعيم الكوبى فيدل كاسترو، خرج عن صمته الذى قارب تسعة أشهر، ودعا كيم إلى الهدوء. الولاياتالمتحدة إلى الآن لا تزال تتصرف بمنطق «كبير الحارة» الذى لا يكف باستمرار عن التلويح بالقوة وفى الآن ذاته يحاول احتواء غضب واستفزازات كيم، فهناك فى أجندة السياسة الأمريكية ما هو أهم بكثير من توجيه ضربة أو اجتياح كوريا الشمالية فى هذا التوقيت ولأسباب مختلفة، ولهذا وذاك ربما يعود قرار وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» السبت تأجيل اختبار صاروخ كان من المقرر إطلاقه هذا الأسبوع فى كاليفورنيا، «لتفادى أى سوء فهم أو سوء تقدير» فى ضوء التوترات مع كوريا الشمالية. واتخذ وزير الدفاع، تشاك هاغل، قرار تأجيل تجربة إطلاق الصاروخ المسماة «مينوتمان3»، الذى كان مقرَّرًا منذ مدة طويلة حتى لا يفاقم الأزمة مع كوريا الشمالية. وقال مسؤول تَحدَّث شريطة عدم نشر اسمه إن «هذا هو مسار العمل المنطقى والحصيف والذى يتم بمسؤولية». وكانت كوريا الشمالية حذرت الجمعة من أنها قد لا تكون قادرة على ضمان سلامة الدبلوماسيين العاملين فى السفارات الأجنبية بالعاصمة بيونج يانج فى حال اندلاع حرب، ورغم هذا تبدو رغبة دولية واضحة فى احتواء الوضع، إذ لم تعلن أى حكومة أجنبية عن خطط بشأن إجلاء موظفيها من كوريا الشمالية. غير أن هذه النبرة الهادئة من جانب واشنطن وحلفائها، لم تؤثر كثيرا على تناول الصحف العالمية للتوتر المتصاعد فى شبه الجزيرة الكورية، وما زالت الصحف العالمية تتسابق فى نشر التقارير عن السيناريوهات المحتملة، التى تتركز على كوريا الشمالية، باعتبارها الطرف الذى ربما يلجأ إلى عنصر المفاجأة لمواجهة التفوق العسكرى الأمريكى. وهنا تتحدث صحيفة «ميرور» البريطانية عن سيناريو «غزو الأنفاق» الذى بموجبه يتدفق آلاف من نخبة القوات الكورية الشمالية نحو الجنوب عبر أنفاق سرية. وكتبت الصحيفة تقول إن «30 ألفًا من نخبة قوات كيم جونغ وون قد يتدفقون عبر أنفاق سرية داخل كوريا الشمالية» بالاستعدادات العسكرية فى شبه الجزيرة الكورية، فبينما تراقب قوات كوريا الجنوبية أى تحركات عسكرية على الأرض من الشطر الشمالى، فى غفلة من سيناريو مزعج يتمثل فى استعداد نحو 30 ألفًا من قوات النخبة بالجيش الكورى الشمالى لاجتياز الخطوط الأمامية والتدفق على الشطر الجنوبى، نقلت «ميرور» عن مصدر عسكرى فى كوريا الجنوبية قوله فى هذا الشأن «نحن على أهبة الاستعداد وشهدنا تحركات بسيطة، لكن الشمال حاول أربع مرات من قبل، منذ الهدنة، غزو الأنفاق». وفى ظل هذا الغموض الشديد حول شخصية كيم يونج أون، الذى أثار ارتباكا فى أوساط صناعة القرار الغربية، يتناول تقرير لصحيفة «التليجراف» البريطاينة شخصية قائد كوريا الشمالية الشاب، يشير إلى أن وراء «الصبى» القائد، زوجين يمسكان بزمام السلطة فى الدولة الشيوعية المنعزلة، رغم دعاية الإعلام الكورى برسم صورة «القوى» لجونج أون كقائد ممسك بزمام حرب نووية. ويتعلق الأمر بعمته، كيم كيونج-هوى، وزوجها، يانج سونج-تيك، اللذين اختارهما الأب الراحل، كيم يونج-إيل، قبيل وفاته عام 2011، للمساعدة فى ترسيخ سلطة ابنه الشاب.ويعتقد خبراء، حسب الصحيفة البريطانية، أنه ليس من قبيل المصادفة أن يجلس القائد الشاب محاطًا بالثنائى فى أثناء اجتماع اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم، حيث أطلق جونغ وون آخر تحدياته للأسرة الدولية معلنًا تمكسه بالسلاح النووى واصفًا إياه بأنه «حياة الأمة».