كتب روبرت باير، أحد كبار المسؤولين السابقين فى الاستخبارات الأمريكية، مقالا نشرته مجلة «تايم» الأمريكية بعنوان «كابوس القذافى الذى يراود كوريا الشمالية»، قال فيه إنه لمعرفة ما الذى يدور فى عقل نظام كوريا الشمالية، ينبغى العودة إلى اغتيال معمر القذافى. وتابع المسؤول الأمريكى السابق حديثه قائلا إن الدرس المستفاد من نهاية الرئيس العراقى الراحل صدام حسين «قصة تحذيرية» أخرى للكوريين الشماليين، موضحا أنه إذا كان صدام قد تمسك بأسلحة الدمار الشامل التى يمتلكها، ربما كانت إدارة أوباما ستعيد التفكير فى غزو بلده. وأضاف باير أن القائد الأعلى لكوريا الشمالية، كيم يونج أون، كوالده وجده، «يعيش فى الخيال» -على حد قوله- فهو يعتقد حقا أن كوريا الشمالية لديها جيش لا يقهر، وجنرالات أذكياء، لدرجة تجعله يستولى على سيول (عاصمة كوريا الجنوبية) خلال أيام. وكقوة عظمى، يعتقد كيم يونج أون أن كوريا الشمالية تستحق ترسانة نووية، حسب المسؤول السابق بالاستخبارات الأمريكية. باير لفت إلى أن كيم يونج أون ربما ليست لديه نية للتراجع عن مواجهته الحالية مع الولاياتالمتحدة، مضيفا أنه من غير المحتمل أن تكون نيته شن حرب مع الولاياتالمتحدة، إلا أن كيم يونج أون لا ينوى التنازل عن بوصة واحدة لتهدئة الأمور، كما قال إن الدبلوماسية التقليدية لم تفلح حتى، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية استكشفت إمكانية تجاوز المتشددين فى نظام كوريا الشمالية، خصوصا داخل عائلة كيم، وعقدت بدلا من ذلك نوعا من الاتفاق مع العناصر العقلانية فى القيادة. واستطرد باير، أنه ثبت استحالة اختراق الترسانة المنيعة الخاصة بهذه المملكة المنعزلة الصغيرة. حتى الآن تهديدات كوريا الشمالية وإجراءاتها يقصد بها الترهيب -وفقا لباير-، حيث قال إن الصواريخ التى تم نقلها إلى الساحل الشرقى يوم الخميس لا يمكنها ضرب القواعد الأمريكية فى جوام، لكنها كانت إشارة إلى الولاياتالمتحدة بأنه لا يمكن ترهيب بيونج يانج. باير مضى قائلا إنه من الغامض بالنسبة له سبب اعتقاد واشنطن أن الرقص مع أتباع الديكتاتوريين الذين تمت الإطاحة بهم أمثال القذافى وصدام قد يعزز تأثيرها على ديكتاتور مثل كيم يونج أون، متابعا أنه فى الوقت الحالى ينبغى على أمريكا التفكير فى كيف يمكنها التوصل إلى كيفية مساعدة بهدوء وبوضوح كوريا الشمالية على استعادة «احترامها». اختتم باير مقاله بأنه على الولاياتالمتحدة البدء فى التفكير حول السماح لكوريا الشمالية بالدخول إلى «النادى النووى»، موضحا أنها ستكون «عضوية شكلية» بامتلاك بضع قنابل ودعوات عادية إلى أدوار النادى، متسائلا: «أنهم على وشك الحصول على قنبلة نشطة بأية حال، فلماذا لا نأخذ الاستفادة القصوى من ذلك؟». أخيرا قال إن الجانب السلبى من هذا سيكون بالطبع أن إيران سترغب أيضا فى الدخول إلى النادى، ثم السعودية العربية، وربما فينزويلا، موضحا أنه يجب التوصل إلى حل بخصوص هذا مع الكوريين الشماليين، مستطردا أن هذا أفضل من حرب شاملة مع «شاب موهوم مريض بجنون العظمة ذى رقاقة على كتفه».