دعا وزير الثقافة والفنون والتراث القطري حمد بن عبد العزيز الكواري، إلى ضرورة التفكير في توسيع البنية الإدارية لمجامع اللغة العربية وتحديثها تكنولوجيا، لتحقيق التواصل السريع بين أعضاء المجامع ومؤسسات حماية اللغة، بحيث يكون التلاقي شبه يومي بين لجان المجامع المختلفة وليس موسميا من خلال المؤتمرات. وأضاف الكواري - في محاضرة له تحت عنوان «دور قطر في حماية اللغة العربية» - ألقاها أول أمس على هامش فعاليات المؤتمر ال79 لمجمع اللغة العربية في القاهرة: «علينا أن نضع بين طموحاتنا زيادة انفتاح مجامع اللغة على المعلمين والإعلاميين من خلال الورش التدريبة ودورات اللغة، على غرار ما تفعل المراكز الأجنبية المعتمدة في بلادنا». واقترح الكواري في هذا الصدد إنشاء بوابة للغة العربية على شبكة الإنترنت، ينشر عليها إنتاج المجامع وأنشطتها يوما بيوم مثل كل المواقع الثقافية، ويمكن للموقع أن يكون تفاعليا مع القراء، بحيث يجتذب الأجيال الجديدة، بالإضافة إلى إمكانيات تحميل المعاجم والبحوث العلمية. ودعا الوزير القطري إلى إنتاج برامج مصورة لتعليم اللغة تبث على بعض القنوات العربية وتوضع على البوابة الإلكترونية للمجامع العربية، وتتضمن إمكانيات التفاعل وتدريبات النطق، وقد قطعت اللغات الأخرى أشواطا في هذا المجال. وشدد الكواري في محاضرته على ضرورة إيلاء اللغة العربية في دول الخليج أهمية خاصة؛ نظرا لطبيعة التحديات التي تواجهها. وقال:«لا شك أن وجود الجاليات العربية، وبالذات الجالية المصرية لكثرتها وقدراتها في دول الخليج العربية، يجعل الكفة راجحة لتعزيز مكانة هذه اللغة، ولذلك يجب تعزيز وجود هذه الجاليات لتعزيز وضع اللغة العربية؛ فهي الرابط الأكبر بين الشعوب العربية وضعفها يضعف الأمة وقوتها قوة للأمة، ولكن الواقع الذي تفرضه العولمة على العرب جميعا، وتفرضه الضرورات الاقتصادية على منطقة الخليج خصوصا سيظل قائما». وقال وزير الثقافة والفنون والتراث القطري حمد بن عبد العزيز الكواري في محاضرته أمام أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة إنه «رغم أن هناك جهودا حثيثة وكبيرة تبذل لمواجهة هذه التحديات في بلدي وغيره من دول الخليج العربية، إلا أن التحديات جسيمة ولا بد من الإقرار بذلك الأمر، وتحديد أفضل السبل للتعامل معه، وأعتقد أن مجامع اللغة يجب أن تولي اللغة في دول الخليج العربية اهتماما خاصا». وذكر أنه «في ظل هذا الواقع علينا أن نفكر في كيفية تحاشي ما نستطيع من الآثار السيئة للتحديات الجديدة التي تواجهها العربية عموما وأن نضاعف من الآثار الحسنة التي يمكن أن يحدثها احتكاك اللغة العربية بمنطق لغوي ومعرفي مختلف». وتساءل: «إلى أي حد يمكن أن يكون الاحتكاك بلغات مختلفة مفيدا أو مؤذيا للغتنا، وإلى أي حد يمكن أن يكون تعايش كل هذه الثقافات مفيدا أو مؤذيا لثقافتنا، وكيف السبيل إلى تقليل المخاطر؟». وقال:«هي أسئلة أضعها أمامكم؛ أنتم حماة اللغة العربية، لأنها تتطلب تفكيرا كبيرا، كما تحتاج إلى تضافر جهود الدول العربية مجتمعة، وتتطلب أولا وقبل كل شيء اعتزازا بلغتنا وحرصا على مكانتها بين لغات العالم».