ما المقصود ب«البعد المقاصدى الإسلامى فى العمل السياسى»؟ السؤال كان محور ندوة أقامتها مؤسسة «الأحرار»، تحت عنوان «نحو مشروع إسلامى مقاصدى»، تحدث فيها الباحث فى الدراسات الاستراتيجية والعسكرية، فى جامعة «ريدينج» البريطانية الدكتور محمد بريك. بريك، قال فى الندوة التى انعقدت مساء أول من أمس إن كلمة المقاصد تعنى الهدف الذى من أجله سُنّت الشرائع الإسلامية، مضيفا «لا بد أن يكون حاضرا فى ذهن من يحتك بالمشروع الإسلامى السياسى أن يتضمن ذلك المشروع تلك المقاصد، فمقصد الحرية والمساواة من أهم المقاصد التى شُرعت»، مضيفا «من حق المسلمين اختيار حاكمهم، وإقصاؤه إذا أفسد واستغل نفوذه»، مشيرا إلى أن هناك بعض الحركات الإسلامية السياسية، دعت فى أثناء ثورة يناير، إلى عدم الخروج على الحاكم وإطاعة أولى الأمر، معلقا «تلك الحركات لديها بعد شرعى، لكن ما تدعو إليه يتنافى مع البعد المقاصدى للشريعة الإسلامية».
«التجربة الإسلامية المعاصرة لا بد أن تتراجع، عن رفع الشعارات الدينية، كما أنها بعيدة عن مقاصد الشريعة الإسلامية»، يقول بريك ويضيف «التجربة الإخوانية، على سبيل المثال، لا بد أن تكون أكثر الحركات امتثالا للبعد المقاصدى، لأنها أقدم الحركات الإسلامية السياسية، وأكثرها وعيا بذلك البعد وأهدافه، لكنها فى الوقت ذاته بعيدة عن تطبيقاته».