1 للتداول المحدود: بين الوفود الجديدة على دائرة مالكى الصحف/ التليفزيونات، سيظهر عدد من المقاولين وأصحاب شركات التنمية العقارية.. وجوه جديدة قادمة بنشاطها المتحمس وطاقتها الحالمة بشغل الصفوف الأولى الخالية بسبب التردد والقلق. 2 قبل هذا بقليل: .. ليس خافيًا على أحد أن الأجهزة التى كانت تستثمر أموالها فى الإعلام (وأشياء أخرى) مع آخرين تعمل بنفسها مباشرة الآن.. 3 وصف اللحظة: مربكة.. تحاول فيها كل مجموعة أو مؤسسة أو كيان لديه تقييم لقوته، أن يفرضها فى إطار إعادة توزيع خريطة القوى (شخصيات ومؤسسات) تلتف كلها حول مركز من مجموعة حاكمة (نعم مجموعة وليس فردا واحدا) لا تريد شريكًا.. ولهذا فإن هذه لحظة «إعلانية» بجدارة.. استعراضات قوة لا تحتاج إلى تحايل أو أقنعة أو قبعات، بينما يعاد بناء طبقة الحكم، التى ما زالت فى مرحلة «التثبيت»، وهى مرحلة لا تحتاج إلى أساليب وأدوات استُخدمت فى لحظات «التمكن» المباركى الساعية إلى الخلود. 4 ميراث السلطة: المقاول وبائع الإعلانات، اكتشفهما الكهنة المعتّقون فى العشريّتين الأخيرتين لمبارك، كأدوات حاسمة للحكم. الأول عبر السيطرة على حركة المال، وتحويل الأراضى إلى خزائن ثروات متوالدة، والسكن إلى نادى الحظ، حيث تختار موقعك ضمن النخبة الملحقة بالسلطة، يرتبط مصيرك بمصيرها، لتكون هذه المنتجعات/ المدن هى مزارع تربية واقتناء «المواطن الصالح» أو «الابن البار»، الذى تلعب عليه الإعلانات لتثبيت ما قد يهرب هنا أو هناك بفعل الجدل السياسى، أو التأثر بمزاجات التمرد والتغيير، لتكتمل منظومة تستبدل مفاهيم «الدولة» (التى تعنى كيانا محايدا يدير المؤسسات لتحقيق أفضل حياة للمواطنين) أو «الوطن..» (مكان العيش المشترك مع مجموعة متجانسة لا تمييز بينها حسب العائلة أو الدين أو الحساب فى البنك..).. مفهوم الشركة منقول من مفاهيم النيوليبرالية (يمكن أن نقول ذلك) لكنها تضع السلطة فى موقع المحتكر الوحيد، المهيمن على السلطة والثروة والسلاح، شركة تملكها السلطة، وتقسم الناس فيها حسب تمييز الثروات، أو الولاء، وهنا يخلق المقاول ملاعب لسباق حياتى من أجل الدخول فى الشركة، ويوزع بائع الإعلانات كريمات الترطيب ومراهم التحفيز للدخول فى السباق، وقبل هذا وذاك يتحكم فى مصفاة الذوق والفنون عبر اختيار النجوم وتكريس أنماط من الخيال تحول التليفزيونات إلى ما وصلت إليه: مستودع نفايات، والصحف إلى مدافن للمواهب وأصحاب الخيال، ومنح للمتوسطين والشطار فى نسج وغزل العلاقات مع نخب المال والسلطة.. ليلعب دور الخادم وكشاف الإضاءة. 5 وهنا يمكن تفسير الأخبار الغامضة: .. مثل تولى شخصيات مهام قيادية فى المؤسسات من أجل خضوعها لمتطلبات القوة الجديدة/ وبينهما واحد من قبيلة معروفة بأنها شماشرجية العلاقات بين السلطة والمصرح لهم بتكوين ثروات، والآخر مشجع هستيرى، يرسل قذائف شتيمة موتورة، على هامش الغزل الفاجر لصاحب السلطة.