دعا بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، المجتمع الدولي للإستمرار في جهوده من أجل الوفاء بوعد الألفية، والذي قطعته الأممالمتحدة في عام 2000 بعد اجتماعها مع قادة العالم وتم الإتفاق على خفض نسبة الفقر والجوع في العالم بمقدار النصف، ومكافحة تغير المناخ والمرض، والتصدي لمشكلتي المياه غير المأمونة والصرف الصحي، وتوسيع نطاق التعليم، وإتاحة الفرص للفتيات والنساء. وأشاد مون بالجهود المبذولة في الفترة الماضية، حيث شهدت السنوات الاثنتا عشرة الأخيرة انتشال 600 مليون شخص من براثن الفقر المدقع - وهو تخفيض بنسبة خمسين في المائة. وسجلت المدارس الابتدائية أعدادا قياسية من الأطفال - يتساوى فيها للمرة الأولى عدد الفتيات والفتيان. وانخفض معدل وفيات الأمهات والأطفال. وسمحت الاستثمارات المحددة الأهداف لمكافحة الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والسل بإنقاذ حياة الملايين. وخفضت أفريقيا عدد الوفيات من الإيدز بمقدار الثلث في السنوات الست الماضية وحدها. وكتب مون في مقال صادر له اليوم الأثنين بعنوان «ألف يوم للوفاء بوعد الألفية»: ينبغي للمجتمع الدولي أن يحث الخطى الآن باتخاذ أربعة إجراءات. أولا، توطيد النجاحات عن طريق استثمارات استراتيجية ومحددة الأهداف تؤتي ثمارا مضاعفة، مما يعزز النتائج في جميع المجالات الأخرى: الاستعانة بمليون من العاملين في مجال الصحة المجتمعية في أفريقيا لخدمة المناطق التي يصعب الوصول إليها، والحيلولة دون أن تذهب الأمهات والأطفال ضحايا أمراض يمكن الوقاية منها أو علاجها بسهولة؛ وزيادة الاستثمارات في مرافق الصرف الصحي؛ وكفالة إتاحة خدمات الصحة الأساسية للجميع، بما في ذلك الرعاية في حالات التوليد الطارئة؛ وتوفير الإمدادات اللازمة للتصدي لفيروس نقص المناعة البشرية والملاريا. وتشكل كفالة استفادة النساء والفتيات على قدم المساواة من خدمات التعليم والرعاية الصحية والتغذية والفرص الاقتصادية أحد أقوى المحركات لتحقيق التقدم نحو إحراز جميع الأهداف الإنمائية للألفية. ثانيا، لنركز على أفقر البلدان وأضعفها، وهي بلدان يعيش فيها حوالي 1.5 بليون نسمة. وهذه البلدان، التي كثيرا ما يستفحل فيها الجوع والصراع وسوء الحكم والعنف الإجرامي المنظم على نطاق واسع، تواجه أعظم الصعوبات في تحقيق التقدم ولو بذلت قصارى جهدها. وكثير منها لم يحرز بعدُ أي هدف من الأهداف الإنمائية للألفية. وبوسعنا، إذا استثمرنا في مناطق مثل منطقة الساحل والقرن الأفريقي وآسيا الوسطى، أن نُكَوّن حلقة مثمرة من التنمية الاقتصادية والأمن البشري وبناء السلام. ثالثا، يجب أن نفي بوعودنا المالية. ولا يجوز تحقيق توازن الميزانيات على حساب أفقر الناس وأضعفهم. فذلك سلوك غير مقبول أخلاقيا ولن يساعد المانح ولا المتلقي. ورغم أوقات التقشف المهيمنة ظلت بعض البلدان أمثلة يحتذى بها في الوفاء بالتعهدات. وهنالك بلدان مانحة جديدة ظهرت في صفوف البلدان التي تمر افتصاداتها بمرحلة انتقالية. وينبغي لنا أن نشيد بهذه الجهود ونشجع على بذل المزيد. رابعا، ينبغي أن تعتبر مهلة الألف يوم نداء من أجل العمل موجها إلى حركة عالمية، من الحكومات إلى المنظمات الشعبية، كان لها دور حاسم في النجاح. وعلينا أيضا أن نسخر قوة التكنولوجيا ووسائط التواصل الاجتماعي كاملة - وهي فرص لم تكن متاحة عندما صيغت الأهداف في مطلع هذا القرن. وختم الأمين العام مقاله داعيا المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود من أجل الوفاء بوعد الألفية قائلا: «فلنستغل فترة الألف يوم المقبلة أحسن استغلال ولنف بوعد الألفية».