تحتفل محافظة أسيوط بذكرى مرور العائلة المقدسة والتي مكثت في مغارة الجبل الغربي بقرية درنكة بمحافظة أسيوط خلال رحلة الهروب من بطش الرومان، وذلك في طريق عودتها إلى فلسطين حيث يستضيف دير درنكة ما لا يقل عن مليوني زائر من داخل المحافظة وخارجها في الفترة من 7 وحتى 21 اغسطس. يقول الأب لوقا مسؤول الدير أن دير العذراء يستقبل مئات الآلاف سنويا ولم تنخفض أعداد الزوار حتى بعد الثورة وما صاحبها من انفلات أمني وتحديدا في شهر أغسطس حيث موعد زيارة العائلة المقدسة للمكان وتزامنها مع صيام العذراء ويضيف أن زوار الدير من المسلمين والمسيحيين على السواء وتقام الصلوات كل يوم بداية من القداس الصباحي ويستقبل الدير زواره من السادسة صباحا كل يوم وطوال شهر أغسطس وحتى الساعة الثانية عشرة مساء وفقا لتعليمات الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها. وأشار الأب لوقا إلى أن الدير بدأ باقامة كنيسة فى القرن الأول الميلادى ويعد من أقدم الكنائس فى العالم وبعدها تحول لدير فى القرن الرابع الميلادى واشتهر بدير الرهبان النساخ لأنهم كانوا ينسخون الكتب ويترجمونها، مشيرا إلى أن الدير به العديد من الظواهر الروحية للعذراء مريم. ويضيف بأن الدير يقع على بعد 10 كم من مدينة أسيوط و3 كم من قرية درنكة ويرتفع أكثر من 100 متر عن سطح البحر وكان يتم اللجوء إلى كنيسة المغارة للاحتماء من فيضان النيل منذ أيام الفراعنة ولفت إلى أن الأقباط يحرصون على معمودية أبنائهم فى الدير وخاصة فى شهر أغسطس. تقول مادلين أبادير الموظفة بديوان عام محافظة أسيوط أذهب إلى الاحتفالات في الدير سنويا على الأقل 3 مرات وأستمتع جدا بالجلوس هناك لنيل البركة وأحرص على شراء الهدايا التذكارية ورغم درجات الحرارة المرتفعة فان الاعداد هذا العام في تزايد كبير وتضيف المكان مريح نفسيا ويجعلك تشعر بالسعادة. يضيف سامح فكري من منفلوط أن زيارة الدير خلال فترة الاحتفالات في أغسطس طقس سنوي لا يمكن الاستغناء عنه حيث أقوم باصطحاب أولادي إلى هناك لافتا إلى أن الدير هذا العام يوفر أتوبيسات لنقل الزوار إلى أعلى لأن المسافة كبيرة جدا لطلوع الجبل إلى المغارة وتبلغ تقريبا 200 متر. ويؤكد محمد ممدوح صحفي أن زيارة الدير ليست قاصرة على المسيحيين وإنما المسلمون أيضا يتبركون بالدير ويذهبون إليه في شهر أغسطس من كل عام وقت الاحتفالات لافتا إلى أنها مناسبة عامة لكل أهالي أسيوط . ويتسع الدير لكل زواره ومنهم من يأتي طالبا البركة أو حل مشاكله من السيدة العذراء أو لتتشفع له لكي ينجب أطفالا أو لتعميد أطفالهم ويضم الدير عددا من المباني الخاصة بالاستراحات والإقامة لكل القادمين من خارج أسيوط بما يقدر بحوالي 5 آلاف سرير بالإضافة إلى سهولة المواصلات التي يتم تخصيصها بأعداد كبيرة من سيارات السرفيس. ويعتبر أهالي درنكة والقرى القريبة من المكان احتفالات السيدة العذراء موسما للرزق حيث تنشأ المقاهي وينتشر الباعة الجائلين لكي يقوموا بتلبية طلبات زوار الدير. ومن ناحية أخرى تقوم مديرية أمن أسيوط بتكثيف التواجد الأمني حول دير السيدة العذراء كما تم وضع خطة أمنية محكمة لمتابعة الأحداث والتدخل السريع فى حال حدوث أى خطر قد يصيب الزائرين.