انتهت المباحثات والمشاورات بين الساسة والدبلوماسيين الروس ووفود المعارضة السورية، التى وجدت فى موسكو يومى 13 و14 أغسطس الحالى، إلى شكل من أشكال توضيح المواقف دون التطرق إلى إعلان، ولو حتى مداخل لأى شكل من أشكال التسويات. هذه اللقاءات التشاورية ضمت «الائتلاف الوطنى السورى»، و«لجنة المتابعة لمؤتمر القاهرة-2»، و«حزب الاتحاد الديمقراطى»، وحاولت موسكو استشراف آراء تلك الوفود لكى ترتب أوراقها للمرحلة المقبلة التى قد تتسم بكثير من «الصخب السياسى»، وربما التشدد فى المواقف، تمهيدا لمناقشة مصير بشار الأسد بشكل عملى. وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف قال، خلال لقائه وفد الائتلاف الوطنى السورى المعارض برئاسة خالد خوجة، إن موسكو تدعو الغرب والمعارضة السورية إلى التركيز على مكافحة الإرهاب. وأشار إلى أنه للجميع مصلحة مشتركة فى وضع حاجز أمام الإرهاب، واهتمام مشترك بتسوية الأزمة فى سوريا بالوسائل السياسية فى أقرب وقت. من جانبه، قال رئيس الائتلاف الوطنى السورى المعارض، خالد خوجة «نحن كممثلين للثورة السورية والشعب السورى وكذلك المعارضة أتينا لكى نوضح موقف الائتلاف الوطنى لقوى الثورة تجاه عملية الانتقال السياسى فى سوريا»، وشدد على أن «النظام السورى هو من وفر البيئة الفوضوية التى تعيشها البلاد الآن. اللقاء الذى جمعنا بفريق من وزارة الخارجية كان مثمرا ونحن متفقون على أهمية الحفاظ على الدولة السورية وكل مؤسساتها». وفد «لجنة المتابعة لمؤتمر القاهرة-2» أجرى لقاءات مع لافروف ونائبه ميخائيل بوجدانوف، وكان من بين الأعضاء هيثم مناع وخالد المحيميد وجهاد مقدسى وجمال سليمان. وتم بحث «خارطة الطريق» الخاصة بالتسوية السورية والتى تبناها مؤتمر المعارضة السورية فى القاهرة (مؤتمر «القاهرة-2»)، إضافة إلى مقترحات المبعوث الدولى الخاص إلى سوريا ستيفان دى ميستورا. على صعيد متصل، بحث ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسى مع رئيس الحزب الديمقراطى الكردى صالح مسلم فى موسكو إقامة تحالف واسع لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية». لقد حاولت موسكو خلال هذه اللقاءات القيام بعملية اختراق سياسى ودبلوماسى لتلك الوفود. وهو ما يمكن أن يظهر خلال الفترة المقبلة، إذ إنه لا حديث حول بنود أو نقاط محددة. ومن جهة أخرى، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرجى لافروف ونظيره الأمريكى جون كيرى ناقشا فى اتصال هاتفى بينهما إمكانية إجراء حوار بين دمشق والمعارضة تحت رعاية الأممالمتحدة. أعلن خالد خوجة فى مؤتمر صحفى صباح الجمعة 14 أغسطس فى موسكو أنه بحث مع الجانب الروسى الوضع الحالى فى سوريا، وسيناريوهات الحل وآليات الخروج من وضع الفوضى إلى الاستقرار. وأكد أن عملية الانتقال السياسى يجب أن تكون ضمن إطار مبادئ جنيف، وهيئة الحكم الانتقالى بكامل الصلاحيات التنفيذية يجب أن لا تشمل بشار الأسد وزمرته الحاكمة، ولن يكون له أى دور فى العملية الانتقالية ومستقبل سوريا. تصريحات خالد خوجة تشير إلى أن موسكو فشلت بدرجات كبيرة فى اختراق مواقف عديد من قوى المعارضة السورية. ولكن من جهة أخرى، هناك حوار مفتوح بين روسيا وقوى دولية وإقليمية قد تساعدها على تحقيق أجزاء من رؤيتها لتسوية الأزمة السورية، فى حال نجحت الجهود فى اختراق مواقف الدول لا قوى المعارضة.