المرشح الجمهوري يدعي أن كلينتون وأوباما يتحملان كارثة شقيقه في العراق في ما وصف بأنه "معيار جديد للوقاحة"، حاول جيب بوش، الشقيق الأصغر للرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، والذي يسعى لأن يكون مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية 2016، أن يلقي بلائمة فشل حرب العراق وصعود تنظيم داعش على المرشحة الديمقراطية الرئيسية، هيلاري كلينتون، والرئيس باراك أوباما. كان بوش الابن هو من كذب على الشعب الأمريكي والرأي العام العالمي عندما قام بغزو العراق مستندًا إلى أكاذيب حول امتلاك هذا البلد العربي الكبير لأسلحة دمار شامل، وقد فعل هذا من دون أن تتوفر لديه خطة شاملة ومكتملة الأركان لما بعد الغزو وإسقاط نظام صدام حسين. وفي كلمة ألقاها في مكتبة ريجان في كاليفورنيا مساء الثلاثاء، قال جيب بوش، مدافعًا عن شقيقه: "لا يمكن أن يدعي أي صانع للسياسات أنه فعل الصواب في كل شيء وبخاصة العراق"، لكنه اعتبر أن اللحظة الفارقة في الحرب على العراق كانت عندما قام أوباما وبدعم من وزيرة خارجيته كلينتون بخفض عدد القوات الأمريكية في العراق بعد ما كان الانتصار قريبًا، بحسب زعمه. وأوضح "كان هذا الانسحاب السابق لأوانه خطأ قاتل، خلق الفراغ الذي تحرك داعش لملئه، كما استغلت إيران هذا الفراغ كذلك، فنما تنظيم داعش في الوقت الذي ابتعدت فيه الولاياتالمتحدة عن الشرق الأوسط وتجاهلت التهديد، فأين كانت الوزيرة كلينتون من كل ذلك؟ شأن الرئيس نفسه، كانت تعارض زيادة عدد القوات.. ووقفت تتفرج والنصر الذي حققته أمريكا وحلفاؤها بصعوبة يذهب هباء". وتصريحات جيب تظهر أنه يشارك أخاه الأكبر نفس جينات الكذب والتضليل، وإن كان يبدو أنه يملك مستوى جديدًا من الوقاحة - بحسب تعبير الكاتب الصحفي الأمريكي ديفيد كورن - فهو يبدو أنه لا يتمتع بالأمانة وشرف الخصومة. وواقع الأمر أن الرئيس بوش هو من قام بالترتيب لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، حيث وقَع اتفاقية وضع القوات في 2008 مع رئيس الوزراء العراقي آنذاك، نوري المالي، وليس أوباما. وهنا يقول الصحفي كورن: "لا سبيل لإنكار هذا، فشقيق جيب هو من تفاوض على انسحاب القوات الأمريكية بعد زيادة عددها". وتابع أن جيب بوش لا يرى أي مشكة في الغزو القائم على أكاذيب، أو فشل إدارة بوش - تشيني في إدارة مرحلة ما بعد الغزو. ويبدو أن جيب توصل إلى أن أفضل وسيلة للدفاع في هذه المسألة المؤرقة والمحرجة هي الهجوم، حتى ولو كان هذا مبنيًا على الكذب أيضًا، وهو ما يبدو "تقليدًا عائليًا".