ينظر البعض إلى قرية "نوب طحا" بمحافظة القليوبية بأنها أفضل القرى في الخدمات والحالة المعيشية، فهي التي عاش فيها إسماعيل باشا يكن، وعدلي باشا يكن، رئيس وزراء مصر السابق، ويعد اللواء أحمد صابر، قائد سلاح الدفاع الجوي بالجيش الثاني سابقا، أحد أبرز الشخصيات بها، إلا أن الواقع هو العكس تمامًا، فهي القرية التي يمكن وصفها ب"معدومة الخدمات"، إلى حد ينذر بوقوع كارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. القرية التابعة لمركز شبين القناطر محرومة من كل شىء، فرُغم أنها محسوبة على القليوبية، إلا أنها لم تحظ بزيارة لأي مسئول بالمحافظة، أو اهتمامه. يبلغ عدد سكان نوب طحا 20 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها 2000 فدان، وتبعد عن مدينة القاهرة بمسافة 24 كيلو مترا، وتبعد عن مدينة بنها عاصمة المحافظة بمسافة 22 كيلوا مترا، ويتبعها عزبة أبو المعاطي، وعزبة الجبل، وعزبة مباني جمعة، ويعاني سكانها من غياب تام للخدمات الحكومية. يقول هاني محمد عفيفي، محامى ورئيس جمعية "النهضة" بالقريبة، إن القرية تعاني من العديد من المشكلات، وهي مشكلة عدم وجود صرف صحي، وعدم وجود معهد ديني، وعدم توافر مياه الشرب، ونقص الخدمات بالوحدة الصحية، وعدم وجود مركز للشباب، وعدم كفاية مياه لري الأراضي الزراعية، إضافة إلى مشكلة مزلقان السكة الحديد، والطريق المؤدي لمدخل القرية. من جانبه، قال رامي نبيل زيدان، عمدة القرية، إن مشكلة الصرف الصحي هي أهم مشكلة يعاني منها أهالي القرية، حيث أن منسوب المياة الجوفية ومياه الخزانات البدائية مرتفع جدا فاق منسوب سطح الأرض مما يهدد بحدوث كوارث إنسانية، من أخطرها تعرض المنازل للانهيار على رؤوس سكانها، فضلا عن أن طفح الخزانات إلى انتشار الأمراض والأوبئة والحشرات. وأضاف أن كسح الخزانات أصبح عملا يوميًا عبئا على أهالي القرية، حيث يقومون بكسحها يوميا بأسعار غالية لايقدرون على تحملها، ورُغم تخصيص قطعتي أرض بالقرية لمشروع الصرف الصحي بالقرية، ورفع المساحات وعمل المجسات والرسوم الهندسية، وذلك منذ عام 2009 وحتى الآن لم يتحرك أحد على الرغم من مخاطبة جميع المسئولين والذين يؤكدون كل مرة أنها في الميزانية القادمة واخر الوعود كانت العام الماضي ولكن للأسف بعد إدراج القرية في الخطة فوجئنا بأن المشروع قد تحول إلي قرية مجاورة وهي قرية طحا نوب، وذلك بعد قيام أصحاب النفوذ بالضغط على المسئولين. وقال إن العام الحالي تم إدراج قريتنا بالميزانية الحالية، ولكن نما إلى علمنا أن المشروع سوف يتم تحويله إلى قرية الزهويين، وذلك للأسف لوجود رجال أعمال أصحاب نفوذ بقرية الزهويين على علاقة بالمسئولين، وحيث أننا قرية فقيرة ضعيفة الإمكانياتب، فإننا نناشد المسئولين سرعة حل هذه المشكلة والبدء في المشروع فورا. وتابع جمال محمد عبد العاطي، موظف، أن مياه الشرب ضعيفة جدا ولا تصل إلى الأدوارالعليا، وشبكات المياه متهالكة ومليئة بالصدأ، كما أن مياه الشرب مليئة بالرواسب، ومياه الري الخاصة بالأراضي الزراعية مليئة بالحيوانات النافقة، والمخلفات الصلبة، والقمامة، فضلا عن أن مياه الصرف الصحي تُصرّف في مياه الترع، ما يهدد الزراعة والنباتات التي نتناولها بالأوبئةالمميتة". وقال جمال سليم، أحد أبناء القرية إن مزلقان السكة الحديد يحتاج إلى توسعة حتى لا يؤدي إلى غلق الطريق السريع شبين القناطر قليوب في أوقات الذروة والذهاب للعمل والعودة منه، حيث إن الوضع الحالي يؤدي إلى غلق الطريق بالساعات مما يشكل عبء على الأهالي وخطورة عليهم.