«كشف لوجههم الحقيقي»، هذا ما وصفت به صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها هجوم جماعة الإخوان المسلمين على إعلان الأممالمتحدة لحقوق المرأة، ودعوتها لإنهاء العنف ضد المرأة. وكانت الجماعة قد أصدرت بيان وصفت فيه إعلان الأممالمتحدة بأنه سيؤدي إلى تفكك كامل في المجتمع، واعتبروه وثيقة «منحلة، ومدمرة ستقوض الأخلاق الإسلامية، والغزو الفكري والثقافي للبلدان الإسلامية». وقالت الجارديان: «على ما يبدو فإن رد الجماعة العنف ووصفها للوثيقة بالمنحلة محاولة منها لكسب تعاطف التيارات المتشددة التي دخلت في خلافات وجدل سياسي معهم خلال الأشهر الماضية». وتابعت قائلة «لم ينتظر الإخوان، الذين يسيطرون على البرلمان والرئاسة في مصر، حتى تنتهي لجنة حقوق المرأة من اجتماعاتها في نيويورك واستبقت المناقشات بهجوم في بيان قوي اللهجة من 10 نقاط، وصفت فيه دعوة الأممالمتحدة بأنها ستقضي على الخصوصية الأخلاقية التي تساعد على الحفاظ على تماسك المجتمعات الإسلامية». ونقلت الصحيفة البريطانية ردود فعل غاضبة من داخل مصر على بيان الإخوان، حيث قالت سعاد شلبي، المتحدثة باسم المجلس الوطني للمرأة: «الجماعة تخادع المجتمع المصري، باستخدامها الإسلام لتبرير الانتقاص من حقوق المرأة». وتابعت قائلة «كيف يمكن القول إن هذا الإعلان يساعد على تفكيك المجتمع المصري؟!، بالعكس تماما، فهو يساهم إدماج المرأة في المجتمع». واستمرت قائلة «إن مثل تلك البيانات التي يصدرها الإخوان نوع من الخداع، وليست سوى سوء فهم للإسلام، فديننا لم يشجع أبدا على العنف ضد المرأة، بل على العكس تماما، فهو أعطاها حقوقها كاملة». واختتمت قائلة «بيان الإخوان الغاضب هذا لا يشكل انعكاسا لكافة وجهات النظر داخل المجتمع النسائي المصري المسلم، ولا حتى داخل جماعة الإخوان نفسها، فما بالك بالشرق الأوسط». أما صحيفة الإندبندنت البريطانية، فقالت إن «بيان الإخوان وهجومهم على إعلان الأممالمتحدة لإنهاء العنف ضد المرأة، هو أبرز دليل على مواقفهم والرئيس محمد مرسي المعادية للمرأة منذ صعدوا للسلطة». وتابعت قائلة إن طريقة رفض الإخوان للبيان تظهر أن نظرتهم للمرأة أقرب ل «الانحطاط»، وأنهم كانوا يحاولون خداع العالم بإظهارهم أنهم مؤيدون لحقوق المرأة، مضيفة «بيانهم الغاضب يذكي من مخاوف قطاع كبير من المجتمع المصري، من أنهم سيسعون لكبح جماح حريات المرأة حال توليهم مقاليد السلطة». كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، قالت بدورها إنه بينما لا تصبح وثيقة الأممالمتحدة سارية على المجتمع المصري إلا إذا وافقت مصر عليها، هناك فضول حول سبب الغضب الشديد لجماعة الإخوان المسلمين. أضافت الصحيفة أن كثير من أفكار الأممالمتحدة يختلف تماما مع آراء الإخوان الدينية، مثل المطالبة بتمتع المرأة بحقوق متساوية فيما يتعلق بالملكية والميراث، وهو ما يتعارض مع تفسير الإخوان للشريعة الإسلامية التي ترث المرأة وفقا لها أقل من الرجل. فضلا عن أن الإخوان يعتقدون أنه لا ينبغي أن تكون النساء حرائر في اتخاذ القرارات دون تدخل من أقاربهن الذكور البالغين أو أزواجهن. كريستيان ساينس مونيتور تابعت أن وثيقة الأممالمتحدة تحاول تعميم معتقداتها الثقافية الخاصة، وهو ما وصفه الإخوان كمحاولة «غزو فكري وثقافي للبلاد المسلمة». متسائلة ما إذا كانت الأممالمتحدة ستتمتع بأي تأثير على خطط الإخوان بخصوص المجتمع المصري؟ وأجابت ب«لا»، مستطردة أن قوة رد فعل الإخوان تذكرة على أنه ليس لمجرد أن البلد تجري انتخابات حرة أو تحاول بناء نظام أكثر ديمقراطية، ليس بالضرورة أن يهتم قادتها بالقيم الليبرالية المتعارف عليها. وأخيرا وصفت رد الفعل الإخواني بالانفجار الأحدث في حرب ثقافية التي ستستمر طويلة، التي تبدو قيادات مصر الجديدة تواقة إلى خوضها. مضيفة أنه لديهم أصدقاء في ذلك، مشيرة إلى روسيا وإيران والفاتيكان الذين اعترضوا على اقتراح الأممالمتحدة.