مقارنتي بجيل السقا وكريم عبد العزيز «خطأ» تجربة مختلفة خاضها النجم يوسف الشريف فى شهر رمضان من خلال مسلسل «لعبة إبليس»، قدم فيها شخصيتين فى عمل واحد. افتقار العمل إلى وجود لغز يبحث عنه المشاهد، ويبتعد به عن التشويق، أثار قلق الجمهور فى الحلقات الأولى، إلا أنه استطاع مع ذلك أن يجذب انتباه المشاهد ويجعله فى انتظار الحلقات الجديدة باستمرار، لمعرفة تطورات الأحداث، ليحافظ يوسف على مكانته وسط سباق المسلسلات. يوسف تحدث مع «التحرير» عن أصداء هذه التجربة، والانتقادات التى وُجِّهت إليه بكونه جامل زوجته المؤلفة إنجى علاء، بقبوله تقديم قصة من كتابتها، والمنافسة بينه وبين النجوم الشباب فى دراما رمضان. ■ هل توقعت تحقيق «لعبة إبليس» مركزا متقدما فى استفتاءات أفضل أعمال رمضان؟ - الحقيقة أننى لا أحاول التفكير فى ذلك، فقط أهتم ببذل مجهود على قدر طاقتى فى الأعمال، لأنه قد يحدث أن أضع توقعات كبيرة حول أعمالى، وإن جاءت بالعكس أتعرض لصدمة وأغضب، لكن عمرى ما فكرت بهذه الطريقة، لأن عندى يقينا دائما أنه قد يأتى وقت من الأوقات وأقدم عملا لا يعجب الجمهور، وهذا وارد حدوثه جدا، لأن النجاح عمره ما دام لأحد، لذا أضع هذا الاحتمال فى بالى، فقط أجتهد بحيث إذا لم يحقق مسلسلى نجاحا لا أغضب، وأقول كان المفروض علىّ أن أفعل كذا أو كذا، إنما «عملت اللى عليا لكن ماحصلش نصيب والنتيجة دى فى إيد ربنا». ■ ارتبط اسمك بتيمة التشويق فى أعمالك.. هل تخوفت من ابتعاد «لعبة إبليس» عن هذا الإطار؟ - تخوفت وقلقت بالطبع، وأعتبره مغامرة كبيرة خضتها، فأنا للمرة الأولى ألعب فى طريق غير تشويقى، وإنما هو طبقة مختلفة من الدراما، لا تعتمد على لغز يبحث المشاهد عن حله خلال الحلقات، ولكن يعتمد على «تويست» فى أحداث كل حلقة منه أو مجموعة حلقات، وهذا التجديد مزج فى شعورى بين الخوف والرغبة فى التغيير، والحمد لله راهنت على أن الجمهور سيتفق معى فى هذا الموقف وسيتابعه وهو ما حدث. ■ وهل ترى أن ارتباط الفنان بنوعية أعمال معينة فى صالحه أم ضده؟ - فى صالحه طبعا، أى فنان يحب لعب كل أنواع الدراما، فقد ينجح الفنان فى نوع معين منها، وهو ما يجعل الجمهور يربط بين اسمه وما بين يقدمه، كما هو الحال مع النجم أحمد السقا الذى ارتبط به الأكشن، مع أنه قدم تجارب كثيرة من نوعية أخرى حققت نجاحا عظيما منها «عن العشق والهوى»، و«تيمور وشفيقة»، والوضع نفسه بالنسبة إلىّ، وهذا الأمر لا يضايقنى، بالعكس يسعدنى وأتشرف بذلك وأعتبره لصالحى أيضا. ■ وبمَ ترد على الانتقادات التى وُجِّهت إليك بأنك جاملت زوجتك بقبولك تقديم القصة التى كتبتها؟ - لم أجامل زوجتى، وإن كان قد عُرض علىَّ «لعبة إبليس» من مؤلف آخر، كانت النتيجة ستصبح هى نفسها، وفى النهاية الفيصل هو الجمهور الذى سيحكم إذا ما كنت جاملتها وأن العمل يستحق أم لا، وإن كنت جاملتها بنسبة 1% لم يكن ليحقق هذا النجاح، ممكن أكون تحملت المخاطرة على عاتقى حتى عرض المسلسل، ولكن الحمد لله العمل أكد خلال حلقاته الثلاثين أن المجاملة لم يكن لها مكان فى المسلسل. ■ وكيف كانت كواليس تجسيدك الشخصيتين فى المسلسل؟ - أُرهقت كثيرا فى التصوير، وبذلت مجهودا خياليا من الممكن أن يكون أيسر إن تم فى عمل سينمائى، لكن مسلسل 30 حلقة إرهاق شديد و«بهدلة»، بما يجعلنى أفكر ألف مرة إن عُرض علىَّ تقديم تجربة مثل «لعبة إبليس»، وأعتبره أكثر مسلسل أرهقنى خلال السنوات الأربع الأخيرة، حتى إننى أشفق على أحمد مكى بتجسيده نحو 4 شخصيات فى «الكبير أوى»، وهو أمر صعب بدرجة قد لا يتوقعها المشاهد، خصوصا إذا كانت هناك مشاهد تجمع الشخصيات بكيانها مع بعضها، بما يتطلب تغيير شكلها الخارجى والمكياج. ■ وأى الشخصيتين أرهقتك أكثر؟ - الساحر «أدهم» فهو «جننى»، وأخذ منى مجهودا أكبر من «سليم»، الذى يشبهنى قليلا، ولكن ليس فى العجرفة، وإنما كانت مفاتيح الشخصية فى يدى، على عكس «أدهم» الذى تطلب منى دراسة وبحثا لعدة شهور، وتعلم بعض الحركات السحرية، إذ لم أكن أرغب فى الاعتماد على الكاميرات والمونتاج، وبجانب تعلمى من 4 سحرة بعض الحركات، كنت ألاحظ طريقة كلامهم، وكيف يوصلون المعلومة إلى من يتحدث معهم، فهى شخصية جديدة علىَّ فى الدراما. ■ وكيف ترى ظهور فنانين فى رمضان بشخصيتين منهم هيفاء وهبى فى «مريم»، ومى عز الدين فى «حالة عشق»؟ - بالتأكيد هو توارد أفكار، كما أن الأعمال الثلاثة يختلف بعضها عن بعض فى دراما العمل، والغرض من وجود أكثر من شخصية، وفى النهاية مش فارقة يعمل شخصيتين يعمل تلاتة، أو حتى عشرة، المهم جودة المسلسل. ■ قدمت بطولة جماعية مع شباب «المواطن إكس» منذ سنوات وهذا العام كانت المنافسة بينكم فكيف وجدت ذلك؟ - بمنتهى الصراحة أنا لا أحب حكاية المنافسة، ولا أفكر فيها، وأتحدث عن كل الناس، وليس فقط مجموعة «المواطن إكس»، وفى رأيى أن أكثر شىء يساعد فى نجاح الفنان هو تركيزه فى شغله، وليس أن غيره مثله أو أقل منه أو حتى أعلى، ودون دبلوماسية أتمنى الخير للجميع، وأرى أن زملائى قدموا أعمالا جيدة، منهم عمرو يوسف فهو عامل شغل حلو أوى فى «ظرف أسود»، كذلك محمود عبد المغنى شارك فى رمضان الماضى بتجربة متميزة فى «الركين»، لكنه هذا العام غير موجود، أيضا أمير كرارة لم يكن مشاركا العام الماضى، فى حين وُجد بقوة فى رمضان الحالى من خلال «حوارى بوخاريست»، إذ لا يشترط علينا الوجود كل عام، عمومًا أرى أعمالهم متميزة ويسيرون فيها بخطى جيدة كما يفعلون دائما، وأؤكد أنه إذا كان هناك نجم لا يليق بتقديم عمل يتصدره فلن تساعده أى جهات أو أشخاص فى ذلك، فجميعنا موجودون على الساحة بقوة، وإن وجد عمل يجمعنا مرة أخرى لن أتركه، لأن العمل الجيد أهم من البطولة، خصوصا إذا كنت لا أغضب فيه ربنا، وأحترم جمهورى. ■ هل هذا يعنى أنك لا تهتم بفكرة الموجودين معك فى نفس الموسم؟ - لا أفكر فى ذلك على الإطلاق، بالعكس أتعلم من الجميع، فالأجيال الكبيرة أمثال عادل إمام، ومحمود عبد العزيز، ونور الشريف، ويحيى الفخرانى، أنا من معجبيهم، بل إننى إن فكرت فى منطق المنافسة معهم «أبقى باهزر»، كذلك الحال بالنسبة إلى الجيل الذى سبقنى، منهم العبقرى كريم عبد العزيز، والنجم أحمد السقا، وأحمد عز، الذى شارك فى رمضان الماضى، وأيضا لا أضع نفسى فى مقارنة معهم، وإن حدثت تصبح خاطئة وغير عادلة، أعتبرهم زملائى وأتعلم منهم. ■ وماذا عن الفيلم العالمى الذى عُرض عليك المشاركة فيه؟ - بعد إجازة عيد الفطر بأسبوع سأسافر لأعرف تفاصيل الدور الذى أقدمه، إذ تلقيت عرضا بملامح الدور ومواعيد التصوير فقط، لذا لم أحسم مشاركتى فيه، ولا أعلم إذا كانت هذه الخطوة ستتحقق أم لا، وهو توزيع هوليوودى، وهناك جانب عربى غير مصرى مشارك فى الإنتاج. ■ ولماذا تسعى نحو العالمية؟ - أنا لم أسعَ لها، وإنما صنّاع العمل طلبونى، بالطبع هى فرصة هائلة إن استطعت أقدم فيها شيئا، وقد سبق أن تلقيت عرضا من الجهة نفسها، لكننى رفضته لأسباب أخلاقية، وحتى إن كانت هذه فرصة عمرى فلن أتنازل عن مبادئى، وأتمنى التوفيق هذه المرة، وهذا لا يعنى أننى سأضع شروطا عليهم، لكننى سأتابع قصة الفيلم وتحضيراته، وإن كان لا يناسبنى فلن أقدمه حتى لو كان فى هوليوود، فالأمر لا يفرق معى، المهم أن أحافظ على احترام الجمهور، ولدينا فنانون شرَّفوا مصر فى الخارج منهم الراحل عمر الشريف، وأيضا خالد النبوى، وعمرو واكد.