مع بداية ثورة يناير، بدأ ظهور تنظيم ما يسمى بأنصار بيت المقدس، ولم يكن ينفذ عمليات سوى عملية وحيدة دأب على تكرارها كل فترة وهب تفجير خط الغاز بين مصر والأردن وبين مصر وإسرائيل دون الدخول في عمليات أخرى، فكانت أكبر عملياته منذ ثورة يناير وحتى قبل تولي الرئيس الأسبق محمد مرسي الحكم هي إطلاق صارخين على ميناء إيلات وفشل حتى في ذلك، وظهر التنظيم في بيانات مختلفة ثم اختفى بصعود الإخوان للحكم إلى أن ظهر في مجزرة رفح الأولى، ثم بدأت قوته تتطور وبشكل كبير جدا بعد سقوط الإخوان وصولا لأخطر عملياته على الإطلاق في الشيخ زويد منذ عدة أيام. طوال العشر سنوات الماضية لم تشهد سيناء حوادث إرهابية كبيرة إلا عمليات فردية وليس تنظيمية قام بها مجموعات كرد فعل على تصرفات الداخلية في سيناء ولعل أبرزها كان تفجيرات منتجع دهب وبلغت 18 قتيلًا ما بين مصريين وأجانب، وإصابة 83 آخرين لكن غالبية التنظيمات لم تكن معروفة في الأساس، وكانت أبرز التنظيمات التي ظهرت في سيناء خلال العقود الثلاث الماضية مثل التوحيد والجهاد وهو تنظيم متطرف شديد العنف، يقترب إلى الفكر التكفيري أكثر من اقترابه من الفكر السلفي، وقد قام بتفجيرات سيناء الشهيرة، والمعروفة إعلاميّا باسم تفجيرات طابا وشرم الشيخ في 2004 و2006، كما أن معظم أفراده ينتمون إلى سيناء بعد التفجيرات إختفى ثم ظهر قيادات منه ضمن أنصار بيت المقدس بعد ذلك مثل توفيق فريح زيادة. وظهرت جماعة أنصار الجهاد، أحدى نماذج القاعدة المنتشرة في العالم عقب ثورة 25 يناير، وما تبعها من تدهور أمني، ويتكون هذا التنظيم في معظمه من أبناء سيناء وغيرهم من المحافظات، واندمج بعد ذلك مع بيت المقدس ومجلس شورى المجاهدين الذي ظهر بالقرب من الحدود مع غزة، ويضم مصريين وعربا، ويتخذ من شمال سيناء مقرًا له، حيث أعلن هذا التنظيم الإرهابى عن وجوده من خلال مقطع فيديو، تم بثه على «يوتيوب» فى يوليو 2011، أكد فيه عزمه خوض حرب استشهادية واستنزافية ضد العدو الإسرائيلى، وفتح عدد من جبهات القتال ضده تنطلق من سيناء، كما بث بيانا مصورا أعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم الذى أسفر عن مقتل إسرائيلى على الحدود، وقد ظهروا وهم يرتدون ملابس عسكرية، ويستهدفون دورية عسكرية إسرائيلية ثم اختفى. اللافت أن الثلاثة تنظيمات هي الأكثر تماسكًا بين كل التنظيمات الجهادية التي ظهرت في سيناء، انضمت تحت لواء واحد بعد الاتفاق بين كل من توفيق فريح زيادة وشادي المنيعي وكمال علام قيادات أنصار بيت المقدس حاليا وأعلنوا إنشاء تنظيم أنصار بيت المقدس ثم بدأت العمليات تتطور فكانت أولى العمليات هي عملية رفح الأولى والتي راح ضحيتها 19 شهيدًا استشهدوا قبل الإفطار مباشرة لتشهد سيناء أول تحول كبير من قبل التنظيمات الإرهابية. فالحالة الإرهابية في سيناء بدأت خاملة إلا أن توحشت خلال فترة ثورة يناير ومع تصاعد قوة الإسلاميين والإفراج عن بعض قيادات السلفية الجهادية كل ذلك ساهم في دعم قوتهم خاصة وأن سيناء كان بها قيادات بارزة من تيار السلفية الجهادية بالإضافة للدعم المقدم لهم من قبل الإخوان في هذه الفترة. يقول صبرة القاسمى القيادى الجهادى السابق، إن فترة يناير وحالة الفوضى التي ضربت البلاد خاصة في سيناء بسبب إنشغال الجيش في الأحداث في القاهرةوالمحافظات أعادت الكثير من القيادات الجهادية الهاربة إلى غزة مثل توفيق فريح زيادة وفتحت الباب أمامهم لتأسيس تيار جهادى هناك ووصل لهم دعم كبيرجدا عن طريق غزة بالأسلحة وساهم أكثر في ذلك صعود قوة الإخوان والذين كانوا على علاقة قوية بجهاديي سيناء. وأضاف القاسمي أن التنظيم في البداية بدأ ضعيف وبلاقوة لكن مع خروج عدد من قيادات السلفية الجهادية محمد الظواهري وغيرهم ممن رفضوا المراجعات الفكرية بدأ الإتصال من جديد والعمل بالفعل على عودة تنظيم جهادى في سيناء يقتصر دورة على الهجوم ضد إسرائيل إلا أن يحدث جديد في مصر مضيفا أن هناك تنسيق كامل مع الإخوان وضم التنظيم إليه بعض قيادات الجيش الهاربة وبعض العائدين من سوريا مع توافر الدعم العسكرى له. وأكد القيادي الجهادي السابق، أن الإخوان لعبت دورًا كبيرًا في عدم التعرض للجهاديين في سيناء ولاننسى الجملة الشهيرة "سلامة الخاطفين والمخطوفين" ورفض أي هجوم عليهم وساهمت الجماعة في دعمهم بقوة وبعد سقوطها أنطلقت التنظيم من جديد إلى النور ونفذ عمليات خطيرة إلا أن بايع داعش وساهم ذلك في تطورة أكثر. الدكتور ناجح إبراهيم الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، قال إن سيناء بيئة ممهدة لانتشار الأفكار التكفيرية وبمجرد تكوين تنظيم هناك الكثير من الشباب سينضمون له وهذا ماحدث وخاصة مع تصاعد قوة التيار الإسلامي ووصول الإخوان للحكم فتح الباب أمام هذه التنظيمات للعودة من جديد. وأضاف أن التنظيمات الجهادية في سيناء بدأت خاملة بسبب وجود الإخوان في السلطة وبعد سقوطهم كفروا بالمشهد السياسي وبدأت فكرة الإنتقام لهم وخاصة مع توافر السلاح القادم عبر أنفاق غزة والدعم الذى وفره الإخوان وكذلك إنضمام قيادات جهادية هامه لهم فبدأ تنفيذ عمليات قوية ضد الجيش لكنها لم تصل للمستوى الأعلى إلا بعد الإنضمام لداعش ومبايعتها. حادثة كرم القواديس كانت الأولى بعد بيعتها ورغم أن التنظيم نفذ الكثير من العمليات قبلها فجير مديرية أمن القاهرة والقليوبية وإغتيال بعض الضباط ورفح الأولى والثانية إلا أن هذه العملية شهدت تطورا كبير وأسلحة جديدة وهو ما أكد إنضمام بعض القيادات لهم قدموا من الخارج ساهموا في تطوير القدرات القتالية والأسلحة وزادت من قوتهم. يعتمد التنظيم وفقا لناجح إبراهيم في تجنيده على الشباب الذى تضرر من عمليات الجيش في سيناء ويبدأ التواصل معهم وإقناعهم بأفكاره وضمهم إليه بحجة الإنتقام من الجيش.