واجهت شبه جزيرة سيناء ،صباح الأربعاء الماضى الموافق 1 يوليو 2015 ،تحديدا فى مدينتي رفح والشيخ زويد، استهداف تنظيم ولاية سيناء "داعش" ،لعدد من أكمنة الجيش المصري على طريق رفح الشيخ زويد (15 كمينا) إضافة إلى قطع خطوط الإمداد من مقرات الجيش عنها. وأوضحت أعداد القتلى من الجانبين من سقوط ضحايا من جنود الجيش المصرى بالإضافة إلى سقوط عدد كبير أيضا جثث الإرهابيين والتى إختلفت البيانات الرسمية والمواقع الإلكترونية فى تحديدها ،مما يظهر زيادة نشاط تنظيم ولاية سيناء "داعش" والتى رصد موقع ساسة بوست 5 أسباب توضح حقيقة زيادة هذا النشاط كالتالى :- (1) تطور نوعي في تسليح «ولاية سيناء» المتتبع لهجمات «ولاية سيناء» منذ أحداث رفح الثانية يلحظ بشكل واضح تطور الإستراتيجية العسكرية للتنظيم، إضافة إلى تطور الأسلحة التي يحوزها ويستخدمها في عملياته، ففي أحداث رفح الثانية والثالثة (أغسطس 2013 ويونيو/ 2014) استخدم التنظيم تكتيكات بدائية (استخدم أتوبيس نقل جنود وكمين وهمي على الترتيب)، بينما استخدم السيارات المفخخة والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون بداية من عملية كرم القواديس (أكتوبر 2014) وما تلاها، وهي العملية التي أعلن التنظيم في أعقابها رسميا بيعته لتنظيم الدولة في العراق والشام. وتتحدث التقارير عن علاقة تنظيم أنصار بيت المقدس (ولاية سيناء حاليا) بتنظيم الدولة الإسلامية منذ عام يناير/ كانون الثاني عام 2014، ففي يونيو من عام 2014، تحدث تقرير لصحيفة المونيتور (5) عن شواهد عدة لانضمام أنصار بيت المقدس لتنظيم الدولة (قبل إعلان ذلك رسميا بعدة أشهر)، وأشار التقرير إلى شواهد تؤكد صلة جماعة أنصار بيت المقدس بتنظيم الدولة، حيث تحدثت الشهادات عن عدد من المقاتلين الذين سافروا للانضمام لصفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وقد كانوا قبل السفر يقاتلون في صفوف أنصار بيت المقدس، وأن منهم مَن كان يراسل أقرباءه مؤكدًا لهم أن سيناء ستكون تابعة للخلافة الإسلامية قريبًا. كما أورد التقرير شهادة لضابط في مديرية أمن شمال سيناء أفاد فيها أن هناك حالة من تشديد قوات الأمن من الجيش والشرطة على الحدود ومداخل ومخارج شبه جزيرة سيناء بعد معلومات أمنية حول نية عودة بعض المقاتلين من سوريا إلى سيناء، فضلا عن كون المواقع الإلكترونية التابعة لتنظيم الدولة كانت تحث جماعة أنصار بيت المقدس للاستمرار في قتال الجيش المصري. جاء التطور النوعي لعمليات المسلحين إذا متزامنا مع عملية كرم القواديس التي سبقت الإعلان الرسمي عن مبايعة تنظيم بيت المقدس للدولة الإسلامية في نوفمبر من العام 2014. واستخدمت نفس التكتيكات في عملية الكتيبة 101، وفي إبريل الماضي 2015 حقق التنظيم نقلة عسكرية جديدة، حين أعلن في بيان رسمي قيامه بالاستيلاء على مدرعتين تابعتين للجيش المصري، وكمية من العتاد العسكري خلال هجومه على عدد من الارتكازات الأمنية، على الطريق الدولي بين العريش ورفح، كما أشار التقرير إلى ما وصفها ب«وحدة الدفاع الجوي» لديه، والتي أعلن أنها نجحت في إعطاب طائرة أباتشي (6)، وهو ما أكده التنظيم من جديد في هذه العملية من خلال صور بثها عبر حساباته الإلكترونية لعملياته الأخيرة والتي أظهرت استهداف طائرة أباتشي بصاروخ موجه. هذا وقد أشارت عدة تقارير صحفية (7) و(8) و(9) نقلا عن صفحة«سيناء 24»، وعدد من الصفحات التي تنشر أخبار سيناء على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى استخدام التنظيم لصاروخ «كورنيت» روسية الصنع المضادة للمدرعات والدبابات، إضافة إلى سيارات «لاندكروزر» محملة بمدافع مضادة للطائرات، بخلاف قذائف الآر بي جي المتطورة. وكأحد التكتيكات العسكرية المستوحاة من تنظيم الدولة، يتجه ولاية سيناء على السلاح من المخازن القديمة للقوات المسلحة منذ حرب 1967 والتي لا يعرفها سوى البدو، إضافة إلى الأسلحة المهربة (10)، وهو النمط الذي عمد إلى استخدامه تنظيم الدولة في العراقوسوريا من خلال الاستيلاء على مخازن أسلحة الجيش، أو الأسلحة التي يغتنمها التنظيم خلال المعارك. (2) الدولة الإسلامية في قطاع غزة يسود الارتباك بشكل واضح التحليلات التي تناقش طبيعة العلاقات الحالية بين حركة حماس و«ولاية سيناء»، فالجماعات الإسلامية في سيناء كانت ومنذ نشأتها الأولى على علاقة جيدة مع حركة «حماس» في قطاع غزة، خلال فترة حشد المتطوعين إبان حرب 1948 قبل أن تظهر الصوفية في الخمسينيات، ثم الجماعة الإسلامية في عام 1979 في الجامع العباسي على يد الشيخ «صلاح شحادة» القائد البارز في كتائب القسام. (3) إستراتيجيات متقدمة من خلال اختراق محتمل لصفوف الجيش ربما يكون الحديث عن قيام «ولاية سيناء» باختراق ملحوظ لصفوف الجيش في مصر مبالغا فيه بعض الشيء، إلا أنه يجدر في هذا المقام الانتباه إلى أن تنظيم الدولة، ربما بخلاف التنظيمات الجهادية التاريخية، يميل للاعتماد في صفوفه القيادية على بعض القيادات العسكرية الحكومية السابقة أو المنشقة، وتشير التقارير إلى وجود عدد كبير من الضباط السابقين في الجيش العراقي والقيادات البعثية ضمن قيادات الصفوف الأولى للتنظيم، و وفقا لما ذكرته صحيفة «دير شبيجل» الألمانية، فإن «سمير عبد محمد الخليفاوي. (4) سياسات القمع الأمني تأتي بنتائج عكسية في ظل آلة دعائية تجيد توظيفه ساعد القمع الأمني ابتداء على قيام الجماعات المسلحة في سيناء، فإنه لا يزال يور لها روافد الاستمرار، كما تشير ورقة بحثية بعنوان «الحرب في سيناء: محاربة إرهاب أم تحولات استراتيجية في التعاون والعداء»، والتي نشرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، حول النشاط القمعي لجهاز أمن الدولة في سيناء منذ بداية الثمانينيات والتي شملت الاعتقال التعسفي للإسلاميين في سيناء وإرسالهم إلى القاهرة حيث اختلطوا بالجهاديين والتكفيريين في السجون المصرية ليثمر هذا الاختلاط أولى ثماره في صورة «جماعة التوحيد والجهاد» التي أسسها طبيب الأسنان «خالد مساعد» في نهاية التسعينيات قبل أن تتوسع هذه التنظيمات وتتفرع استجابة للبطش الأمني المتزايد بعد تفجيرات المنتجعات السياسية في جنوبسيناء أعوام 2004 و2005 و2006. وتشير الدراسة إلى كون تنظيمات السلفية الجهادية تكفر الدولة «غير الحاكمة بالشرع» ولا تتوسع إلى تكفير جنودها باعتبارهم مغلوبًا على أمرهم،باستثناء تيارات محدودة، كما ظلت أنشطة هذه الجماعات خاملة بشكل كبير حتى نشوب ثورة 25 يناير، حيث بدأت في توجيه عملياتها تجاه خط الغاز المصري المتجه إلى إسرائيل والذي تم تفجيره (13 مرة) كما بدأت بعض هذه الجماعات في استهداف جيش الاحتلال داخل الأراضي الفلسطينية باستخدام بعض الصواريخ البدائية، ولكن انقلاب 3 يوليو قد أسهم في تحول مفاجئ في توجه هذه التيارات نحو استهداف جنود وقوات الجيش بشكل مباشر وصريح وعبر بيانات رسمية وتسجيلات مصورة للعمليات. ولا تزال سياسات القمع المتواصلة توفر روافد الضم للمسلحين في سيناء، ويبدو أن بروباجندا التنظيم تركز على هذا الأمر بشكل واضح وفقا لصحيفة المونيتور، فإن التنظيم يرغب في استقطاب الشباب الناقمين على قمع النظام لتنفيذ عملياته وبخاصة شباب الإخوان، وذلك من خلال التعبئة باستخدام شعارات الجهاد، من خلال تنفيذ عمليات وإهدائها إلى «حرائر مصر»، وإصدار تسجيلات تعبوية تحمل رسائل منتقاة بعناية مثل تبني اغتيال ثلاثة قضاة في العريش فور إحالة أوراق «مرسي» إلى الحكم، وتضمين تسجيل العملية مقاطع من أحكام البراءة الخاصة بالرئيس المخلوع «حسني مبارك» ومعاونيه. ويبدو النظام في مصر يعمل من حيث لا يدري ضد ما يهدف إليه، حين يعمد إلى تكثيف جرعة القمع وصناعة تذويب عمدي للفوارق بين معارضيه، حين يسارع باتهام جماعة الإخوان بالمسؤولية عن أنشطة لتنظيمات مسلحة مثل «ولاية سيناء، رغم إقرارهم بها في بيانات رسمية بل وفي تسجيلات مصورة، وحين يقوم النظام بتكيف جرعة القمع إلى درجة غير مسبوقة حيث تشير الدلائل إلى تورط جهاز الأمن المصري في عملية تصفية مباشرة لحوالي 13 شخصا من جماعة الإخوان المسلمين كانوا مجتمعين في شقة بمدينة السادس من أكتوبر لمناقشة دعم أسر ضحايا النظام من القتلى والمعتقلين. (5) سياسات التهميش .. التنظيم ينشط على الأطراف كانت اتفاقية كامب ديفيد محطة فارقة في تاريخ تنامي النشاط المسلح في سيناء، حاليا، يتركز نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة (رفح- الشيخ زويد- العريش) وتقع أغلبها داخل المنطقة (ج) من الملحق الأمني لاتفاق كامب ديفيد، وهي المنطقة التي لا يسمح فيها سوى بتواجد قوات الشرطة المدنية إضافة إلى قوات حفظ السلام الدولية، ورغم الكثافة السكانية العالية في هذه المنطقة (شمال شرق شبه حزيرة سيناء) إلا أنها تعرضت لتهميش كبير من قبل الدولة على مدار عقود ثم تحول التهميش إلى اضطهاد في أعقاب أحداث العنف الأخيرة، انتهاء إلى عمليات التهجير القسري بهدف إخلاء الشريط الحدودي من قبل الدولة المصرية تحت دعوى محاربة المسلحين.