قام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالخطوة الخاطئة تماما. إن تقديمه 250 مليون دولار كمساعدات لحكومة الإخوان المسلمين الهشة، التي لا تستند لأي شيء سوى توزيع الآمال والوعود، هو أسوأ شيء على الإطلاق ويعطي لنظام عدائي وقمعي شريان حياة في التوقيت الخاطيء تماما.. هذا ما ذهب إليه رئيس المكتب الأمريكي للقانون والعدالة، جاي سيكولو في مقال له نشره موقع شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية. وقال القانوني الأمريكي إنه بالنظر إلى سجل الإخوان المسلمين الأخير، فإن من المستحيل أن يصدق المرء أي وعود يقدمونها بالإصلاح. وقدم سيكولو قائمة بما وصفه بآثام الإخوان المسلمين منذ وصولهم للسلطة في مصر، حيث قال إن هناك اضطهاد عنيف للأقلية القبطية، بل إن حكومته ذهبت لحد اعتقال أطفال بزعم قيامها بتدنيس القرآن الكريم، كما أن قوات الأمن فشلت في مسؤوليتها القانونية في حماية السفارة الأمريكية في سبتمبر الماضي، بعد أن اقتحمها متشددون ورفعوا راية الجهاد السوداء. وحذر القانوني الأمريكي من أن مصر ليست فقط تتحول إلى مصدر للإرهابيين بل إلى منصة لشن عمليات إرهابية، بالنظر إلى الاعتداءات التي خرجت من سيناء واستهدفت إسرائيل، ووجود مصريين – بحسب قوله – ضمن المهاجمين المتورطين في الاعتداء على القنصلية الأمريكية في بنغازي الذي تسبب بمقتل السفير كريستور ستيفنز، وكذلك في أزمة الرهائن الجزائرية الأخيرة. وتابع أنه على الرغم من حصول مرسي على إشادة دولية لدوره في رعاية اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فإن نظامه يدعم حركة حماس علنا، وهي حركة تصنفها الولاياتالمتحدة على أنها منظمة إرهابية. ومضى للقول إن مصر مررت دستورا يقوم على الشريعة يقيد الحرية الدينية ويوفر أساسا قانونيا لاستمرار اضطهاد المسيحيين المصريين. ونبه إلى أن الإخوان جماعة لا تتمتع بالكفاءة على الصعيد الاقتصادي، ومع زيادة غضب الشعب، فإن حكومة مرسي تبحث عن أي شي لتعزيز قبضتها على السلطة، وخارجية كيري هي من يمد إليه يد المساعدة للأسف، ليس ماليا فقط بل عسكريا. وقال إن كل مقاتلة إف-16 جديدة تقدمها واشنطن لمرسي، سيستخدمها للترويج لنظامه، وكل دولار تحصل عليه حكومته من أموال دافع الضرائب الأمريكي سوف يكون بمثابة ختم أمريكي لشرعية نظام الرئيس الإسلامي. وفي ختام المقال، أشار إلى أن مصر مازال أمامها فرصة لتكون دولة معتدلة، لكن الاعتدال سيكون من الصعب تحقيقه إذا قامت أمريكا بدعم وتسليح أخطر أعداء الديمقراطية، بحسب تعبيره. وقال: «بينما تناضل مصر لتقرير مصيرها، فإذا كنا لنتدخل في ميزان الأمور فإننا لا يجب أن نتدخل لصالح الجهاديين على الإطلاق. إن الإخوان بحاجة لسلاحنا وأموالنا. لكننا لسنا بحاجة إلى الإخوان المسلمين».