ثمة تعبيرات عامية لها معان شديدة الوضوح، وتؤثر فى المتلقى المعاصر بطريقة أعمق من تأثير بعض العبارات الفصيحة، لكننا سنتجاوز هذه القضية اللغوية، وننظر فى سياسة الرئيس مرسى وجماعته. ففى الأيام الأولى من حكم الرئيس الإخوانى منح نفسه كل القلادات والأوسمة والأنواط التى تملكها الدولة، ثم منح عبد المعز إبراهيم وسام الجمهورية من الطبقة الأولى! وعبد المعز هذا هو صاحب فضيحة التدخل فى عمل القضاء، والضغط على القضاة، فى قضية التمويل الأجنبى، وتهريب الأمريكان المتهمين إلى خارج البلاد بطائرة عسكرية! لكن بدلا من محاكمته على جريمته الكبرى، «طرمخوا» على الموضوع! ونفس الأمر تكرر مع المشير طنطاوى، والفريق عنان، وغيرهما، إذ بدلا من محاكمة المسؤولين عن مذابح وجرائم خطيرة ارتكبت على مدى عام ونصف العام، فى ميدان التحرير، وعند مسرح البالون، وأمام ماسبيرو، وفى شارع محمد محمود، ومجلس الوزراء، والعباسية، وبورسعيد، و..، و..، تم منحهم أعلى قلادات الدولة وأوسمتها! و«طرمخوا»على دم الشهداء! أما عبد المجيد محمود، الذى «طرمخ» على فساد يسد عين الشمس، فقد عينه مرسى رئيسا لمحكمة استئناف القاهرة، وهكذا «طرمخوا» عليه أيضا! إلى هنا ويمكنك أن تتصور أن ما حدث، يعد جزءا من «العك» المرتبط بالمرحلة الانتقالية، لكنك ستكتشف بعد ذلك أن هذه هى السياسة «الرشيدة» التى يتبعها الرئيس مرسى، وجماعته الميمونة! فقد وعدنا الرئيس بالقصاص للشهداء والمصابين، وكان المقصود بهم شهداء الثورة ومصابيها فى أيامها الأولى، وكذلك شهداء ومصابى فترة الحكم العسكرى الفاشل، لكننا اكتشفنا بعد مرور أكثر من سبعة أشهر من حكم الرئيس أن ثمة «طرمخة» كبرى تجرى على قدم وساق! ووصل بنا الحال أن نطالب بحقوق الشهداء والمصابين ومن تم تعذيبهم، ليس فى فترة حكم المخلوع، والمجلس العسكرى، ولكن فى فترة حكم مرسى أيضا! ثم جاءت الطامة الكبرى، حين تفتق ذهن قيادات جماعة الإخوان، أن ما يحدث فى البلد من اضطرابات وقلاقل ومصائب وفوضى، و.. و..، يتم بتعليمات مباشرة من جماعات الفلول! وبناء عليه، حتى يرتاح بال الرئيس وجماعته، وحتى تستقر مقاعد الحكم التى تهتز بهم بشدة، تصورا، والله أعلم، أن الحل النموذجى لكل ما يعانونه من فشل ذريع هو أن يتفقوا مع هؤلاء الفلول، ويخرجوهم من السجون، ولا مانع من أن يمنحوهم أيضا بعض المزايا! وهكذا «طرمخوا»على فساد عدد كبير جدا من كبار الفاسدين واللصوص، أمثال سوزان مبارك، وسيد مشعل، وزاهى حواس، ومفيد شهاب، وغيرهم. وتم الإفراج عن أركان مؤسسة الفساد القديمة من أمثال، فتحى سرور، وصفوت الشريف، وزكريا عزمى، وصدر حكم قضائى ببراءة جميع المتهمين فى موقعة الجمل، وحكم آخر ببراءة فاروق حسنى، من استغلال نفوذه الوظيفى فى تحقيق ثروة ضخمة، بحجة أن ثروته الهائلة جاءت من بيع لوحاته! والآن يا صديقى، إلى أين تتوقع أن تقودهم سياسة «الطرمخة» هذه؟!