«مصر» خلال شهور لن تكون بلدنا التى نعرفها منذ ولدنا.. ستكون «مصر» أخرى.. فقد قرر الإخوان بيع «مصر» لمن يدفع الثمن.. شىء اسمه «الصكوك الإسلامية» تستطيع بها أن تملك أى «حتة» فى «مصر» بصك إسلامى.. وعندما كتبت عن عاطف عبيد لا عفا الله عنه ولا عفاه.. واعتبرته الخائن الأكبر فى تاريخ «مصر».. لم أكن أتصور أنه تلميذ فى مدرسة البيع.. فقد كان فقط يبيع القطاع العام.. ولم أكن أتصور أن يأتى من يبيع «مصر» كلها بالصكوك الإسلامية، ولا أدرى هل هناك صك إسلامى، وصك قبطى، وصك رومانى، وصك طليانى.. أليست كلها صكوك تمليك.. تعطى الحق لمالكها فى تملك الهرم الأكبر.. أو أبو الهول.. أو شرم الشيخ أو الغردقة أو حتى الإسكندرية كلها.. والقاهرة أيضا.. وبالطبع هذه الصكوك لا تحدد من يملكها.. أو من يشتريها.. المهم أن يكون قادرا على دفع الثمن.. أمريكى.. إفريقى.. آسيوى.. قطرى.. بحرينى.. وضع أى جنسية فستكون صح.. إذن قد أستيقظ غدا فأجد بيتى فى إمبابة قد بيع بصك إسلامى لكوهين أو سمسون أو نتنياهو.. وهم اليهود الذين يملكون المال. من الذى واتته هذه الفكرة الشيطانية وكيف يكون إسلام بيع الأوطان؟ لقد رفض الأزهر عمود المؤسسات الإسلامية رفض هذه الصكوك.. وقد بدأت الجماعة فى مراجعة نفسها، ويقال إنهم سيطلقون هذه الصكوك تحت مسمى أو مسميات أخرى.. لكن الصفقات ستبقى «بيع مصر».. ليس مهما بالصكوك الإسلامية أو غير الإسلامية.. وإذا كان المواطن إذا ظلم ذهب إلى الحكومة فلمن نذهب والحكومة نفسها هى الظالمة؟ هل نستعين بدولة أو دول أخرى؟ لن نرضى أبدا أن نذهب إلى دولة أخرى لإيقاف بيع «مصر».. نحن المصريين.. من يجب أن يوقف صفقة الشيطان هذه.. إننى لا أطالب بثورة.. ولا أطالب بقلب نظام الحكم.. ولست ضد الرئيس محمد مرسى.. لكنى ضد الممارسات التى تقوم بها حكومته.. ونحن لسنا عبيدا نباع ونسترعى.. نحن أعرق شعوب الأرض.. ونحن أصحاب أول حضارة فى التاريخ فكيف يأتى من يعرضنا للبيع؟ نعم.. نحن فى مأزق اقتصادى خطير.. نحن نقف أمام باب صندوق النقد الدولى نتسول قرضا.. لكن صندوق النقد هذا يربط هذا القرض بتحقيق الديمقراطية.. فهل حكم الإخوان قادر على إشاعة الديمقراطية فى حياتنا؟ أن يتصور أن انتخابات مجلس الشورى وغيرها من المجالس المزورة هى الديمقراطية والناس كلها تعلم وأولهم الإخوان أن هذه المجالس لا تمثل الشعب المصرى.. الشعب المطحون بين سياسات عنصرية، ومحاولات اقتصادية فاشلة.. فإذا لم يكن فى إمكان الإخوان حكم «مصر» لماذا لا يرحلون؟ شجاعة المبدعين! كتبت قبل أسبوعين عن مصارع المبدعين.. واليوم أكتب عن شجاعة المبدعين هؤلاء الذين يقفون على خشبة المسرح كل ليلة.. محاولين بث نسمة من الأمل فى الناس، سواء من القطاع الخاص أو القطاع العام.. كلهم أبطال وشجعان.. إنهم ينفخون فى كومة من الرماد.. محاولين إشعال جذوة النار لتستمر الحياة.. إنهم ينفخون فى رئتى الشعب لعل أنفاس الحياة تعود إلى الجسد الذى يكاد يهمد ويبرد ويغادر الحياة. تحية لهؤلاء المبدعين الذين يقاومون اليأس والظلام بالعنف.. تحية لهؤلاء الشجعان الذين لم يستسلموا لليأس.. إن كلا منهم «بردمنيوس» معاصر يحمل الجذوة ويصعد بها جبال اليأس.. فإذا انطفأت عاد يشعلها من جديد.. ويصعد.. تحية لهؤلاء من نجمات ونجوم فى محاولتهم النبيلة.. فى محاولتهم العظمى إنقاذ «مصر» وإعادتها للحياة.